طارق ميرغني.. نسمه عابرة وحزن مقيم

طارق ميرغني.. نسمه عابرة وحزن مقيم
المهندس طارق ميرغني - وادي النيل

متابعات: وادي النيل 

في لحظات الألم والحزن العميق، يتساءل الكاتب أسامة عبد الماجد بوب عن كيفية التعبير عن وجعه الكبير بفقدان صديقه طارق ميرغني، الذي ترك أثراً لا يُمحى في حياته. يعبر الكاتب عن مشاعره الصادقة بهذه الكلمات التي تجسد حزناً ينزف في قلبه.

يبدأ بوب نصه بنداء حزين، مخاطباً رفاقه: "يارفاقي يا ندائي بالله عليكم دلوني". يبحث عن وسيلة يستلف بها حروف اللغة للتعبير عن وجع يملأ وجدانه، مشيراً إلى صعوبة الكتابة عن الحزن على "سبورة سوداء" وكأنه يريد أن يوصل مشاعره بالطباشير الأبيض.

وفي نبرة تفيض بالأسى، يعبر الكاتب عن علاقته العميقة بصديقه طارق، الذي وصفه بـ"النسمة العابرة" في حياته، تلك النسمة التي رغم مرورها القصير، تركت تأثيراً كبيراً. يصف الحزن الذي يعيشه منذ رحيل صديقه، والذي يبدو له وكأنه لا يحتمل.

وفي حديثه عن طارق، يتذكر بوب إنجازات صديقه الهندسية والإنسانية، ويصفه بأنه "مهندس المعمار والعلاقات الإنسانية"، مشيداً بدوره في توحيد الجسد الهندسي بعد تمزق، خاصة من خلال عمله في نقابة المهندسين.

لكن بالرغم من كل هذه الإنجازات، لا يزال السؤال المؤلم يتردد في داخله: لماذا أتى طارق إلى حياته فقط ليتركه وهو يستعد للرحيل المر والوجع العنيف؟ ومع نهاية كلماته، يعترف بوب بمرارة الفقد، إذ يرى أن المنافي والمواجع قد مزقته، وجعلت رحيل صديقه أكثر قسوة.

"إنه الحزن الذي كحل كل تلك المآقي..."