مفاجآت جديدة حول سد النهضة الاثيوبي.. تعرف عليها

القاهرة – وادي النيل
أثار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تساؤلات حول عدم إنتاج الكهرباء من سد النهضة، رغم استقرار المخزون المائي منذ الخامس من سبتمبر 2024 عند منسوب 638 مترًا فوق سطح البحر، بإجمالي 60 مليار متر مكعب من المياه.
وأوضح شراقي في تصريحاته أن التخزين الحالي للسد مستقر منذ شهور، حيث يتم تمرير الإيراد اليومي فقط، والذي يتغير حسب كميات المياه المتدفقة من بحيرة تانا، والنيل الأزرق، ونهر بليس، بالإضافة إلى كمية ضئيلة من الأمطار. وأشار إلى أن متوسط الإيراد اليومي خلال يناير الجاري يبلغ حوالي 25 مليون متر مكعب، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 16 مليون متر مكعب في فبراير، و13 مليون متر مكعب في مارس المقبل.
تشغيل محدود أو غياب كامل لإنتاج الكهرباء
وأكد شراقي أن هذه الكميات المتدفقة من المياه غير كافية لتشغيل التوربينات بالكامل، مشيرًا إلى أن تشغيل أربعة توربينات يتطلب سحب المياه من المخزون، وهو ما لم يحدث حتى الآن. وأوضح أن ثبات المخزون عند 60 مليار متر مكعب يشير إلى أن التوربينات قد تكون في حالة تشغيل ضعيفة جدًا أو أن المياه تمر من خلال أنفاق التوربينات دون إنتاج للكهرباء.
وأضاف أن استمرار الوضع الحالي قد يدفع السلطات الإثيوبية إلى فتح بوابات المفيض العلوية لتفريغ 20 مليار متر مكعب من المياه على الأقل خلال الأشهر المقبلة، استعدادًا لاستقبال المياه الجديدة مع بداية موسم الأمطار في يوليو المقبل.
نشاط زلزالي مستمر في منطقة الأخدود الإثيوبي
وفي سياق متصل، أشار شراقي إلى استمرار النشاط الزلزالي في منطقة الأخدود الإثيوبي المحيطة بسد النهضة، حيث شهد يوم 24 يناير وقوع أربعة زلازل بقوة تتراوح بين 4.4 و4.7 درجة على مقياس ريختر. وأضاف أن إجمالي عدد الزلازل التي تجاوزت قوتها 4 درجات خلال الـ35 يومًا الماضية بلغ 171 زلزالًا، مما يثير تساؤلات حول تأثير النشاط الزلزالي على استقرار السد.
شدد الدكتور شراقي على أهمية متابعة التطورات المتعلقة بسد النهضة، خصوصًا في ظل استمرار التخزين دون تحقيق الأهداف المعلنة لإنتاج الكهرباء، إلى جانب المخاطر المحتملة الناتجة عن النشاط الزلزالي المتزايد في المنطقة.