التفاصيل الكاملة حول أحداث جامعة العلوم الطبية السودانية برواندا
تقارير: وادي النيل
أثار قرار جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا المعروفة باسم "جامعة مأمون حميدة" بإلغاء الامتحانات النهائية لطلاب الدفعة 26 (بكالوريوس الطب والجراحة) وعددهم 171 طالباً، جدلاً واسعاً بين الطلاب وأسرهم، وكذلك الرأي العام السوداني. القرار جاء في وقت كان يفصل هؤلاء الطلاب أياماً معدودة عن التخرج، ما أدى إلى حالة من الإحباط والقلق الشديد بشأن مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
وأشارت الجامعة إلى أن الامتحانات النهائية كان من المقرر إجراؤها في المستشفيات الرواندية، إلا أن الاحتفالات التي نظمها بعض الطلاب عقب مناقشة بحوث التخرج تسببت في إزعاج السكان المحليين بجوار مقر الجامعة، ما دفع السلطات الرواندية للتدخل عبر الشرطة وإجراء تحقيقات مطولة. على إثر هذه الأحداث، قررت إدارة الجامعة تجميد الامتحانات، مبررة القرار بعدم التزام الطلاب بقوانين الدولة المستضيفة، والتي تحظر مظاهر التجمعات والاحتفالات التي تتسبب في إزعاج عام.
كما أصدرت الجامعة تحذيرات سابقة للطلاب بضرورة الالتزام بقوانين رواندا وعدم تنظيم أي تجمعات أو احتفالات داخل أو خارج الحرم الجامعي. ورغم هذه التحذيرات، استمرت الاحتفالات لمدة يومين، ما دفع المجلس الطبي الرواندي إلى التدخل وإبداء انزعاجه مما حدث.
وتفاوتت ردود الأفعال بين الطلاب، حيث اعتبر بعضهم أن القرار غير عادل، بينما أقر آخرون بأن تصرفات قلة من الطلاب كانت السبب الرئيسي للأزمة. وانتقد البعض العقوبات الجماعية التي فرضتها الجامعة على الدفعة بأكملها، معربين عن أملهم في أن تتراجع الإدارة عن قرارها.
من جانبها، أوضحت السفارة السودانية في رواندا أنها تتابع عن كثب تطورات الأزمة، مشيرة إلى أن جامعة العلوم الطبية التزمت بتخريج الطلاب قبل نهاية العام الجاري. وأعرب السفير السوداني خالد موسى عن أسفه لما حدث، مشيداً بالعلاقات الأكاديمية المتنامية بين السودان ورواندا، ومؤكداً أهمية الدور الذي يلعبه الطلاب السودانيون في تعزيز هذه العلاقات.
وأكدت السفارة أن الحل يجب أن يكون متوازناً بين الحفاظ على انضباط الجامعة وفق لوائحها، وبين الحفاظ على مستقبل الطلاب الأكاديمي.