اتصال السيسي وماكرون.. هل يكون لاحتواء الصراعات الاقليمية في البحر الأحمر والقرن الافريقي ومنطقة الساحل(خبير يجيب)

هل تتوسط القاهرة بين باريس و انجامينا؟

اتصال السيسي وماكرون.. هل يكون لاحتواء الصراعات الاقليمية في البحر الأحمر والقرن الافريقي ومنطقة الساحل(خبير يجيب)
السيسي وماركون - صورة أرشيفية

خاص: وادي النيل 

تزامن الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مع تصاعد الأحداث في منطقة القرن الإفريقي وسواحل البحر الأحمر، مما سلط الضوء على قضايا إقليمية حساسة تهم الطرفين.

ورغم استقرار العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريس، إلا أن الملفات الإقليمية أثارت جدلاً حول مدى توافق الرؤى بين البلدين، خاصة في ظل تحركات أثيوبية-فرنسية قد تؤثر على توازن القوى في المنطقة.

من جانبه قال الدكتور رمضان قرني، المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن الأولوية المصرية في هذا الاتصال تمثلت في ضمان استقرار البحر الأحمر ومنع أي تدخلات خارجية تهدد أمنه.

أضاف قرني في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، أن مصر عبر وزير الخارجية بدر عبد العاطي، عبرت عن رفضها القاطع لأي ترتيبات تمنح إثيوبيا منفذًا على البحر الأحمر، وهو مقترح تم تداوله مؤخراً في سياق اتفاق تركي مع الصومال وإثيوبيا.

وأشار قرني إلى أن الموقف المصري يستند إلى قواعد القانون الدولي ومواثيق الاتحاد الإفريقي، إلى جانب التنسيق المستمر مع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، التي تتشارك الرؤية المصرية في رفض الوجود الاجنبي على سواحل البحر الأحمر.

 ووصف قرني الموقف المصري بأنه يعكس التزاماً إقليمياً قوياً بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

الموقف الفرنسي: طموحات متجددة أم مجاملات سياسية؟

على الجانب الآخر، اعتبر قرني أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أيد فيها حصول إثيوبيا على منفذ بحري، تعكس توجهاً فرنسياً قد يهدف إلى تعزيز نفوذ باريس في القرن الإفريقي، خاصة بعد انسحابها المُهين من مناطق الساحل وغرب إفريقيا.

وأوضح أن الدعم الفرنسي لإثيوبيا، الذي شمل إسقاط جزء من ديونها، يمكن تفسيره كمحاولة لاستمالة أديس أبابا وإيجاد موطئ قدم جديد في منطقة ذات أهمية استراتيجية.

ومع ذلك، يرى قرني أن هذه الخطوة قد تكون مدفوعة بمجاملة سياسية لإثيوبيا، أكثر من كونها تعبر عن استراتيجية بعيدة المدى.

التعاون المصري التشادي: شراكة في مواجهة التحديات الإقليمية

وفي سياق آخر، سلط قرني الضوء على زيارة وزير الخارجية المصري إلى تشاد، مشيرًا إلى أنها تمثل مرحلة جديدة من التعاون المشترك بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بتنسيق المواقف حيال الأزمة السودانية، ومكافحة الإرهاب في دول الساحل والصحراء، مضيفاً أن الزيارة ركزت على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، بما في ذلك مشروع الربط البري بين مصر وليبيا وتشاد.

 وأشار إلى أن التحولات السياسية الداخلية في تشاد، بما في ذلك الانتخابات المحلية الأخيرة والتقارير المتواترة عن محاولات للانقلاب على الرئيس ديبي تدفع تشاد الى التعجيل بخروج القوات الفرنسية خشية الصدام مع الرأي العام على ان ذلك لا يمنع الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية ببن باريس وانجامينا.

واختتم المتخصص في الشؤون الإفريقية تصريحه بالتأكيد على أن مصر تدرك أهمية التحرك الإقليمي في الساحات الإفريقية لضمان أمنها القومي، في حين تسعى فرنسا إلى إعادة تموضع استراتيجي في القارة لتعويض خسائرها في مناطق أخرى.

ورغم هذا، يرى أن التحديات الإقليمية، سواء في البحر الأحمر أو القرن الإفريقي، تتطلب مزيدًا من التنسيق الدولي لتجنب تصاعد الأزمات.