الفنان ودعم خطاب الحرب
بقلم: أحمد محمود أحمد
في ظل الحرب الدائرة في السودان، بات لافتًا أن بعض الفنانين والفنانات اتخذوا مواقف مؤيدة لهذا النزاع، مما يثير تساؤلات حول دور الفنان ومفهوم الفن ذاته، وهل يمكن اعتبار دعم خطاب الح-رب جزءًا من رسالة الفنان الحقيقية؟
الفنان ودوره الأخلاقي
أولاً، ينبغي النظر إلى موقف الفنان من الح-روب بصفة عامة، فالفنان الذي يدرك مخاطر النزاعات الداخلية، خاصة تلك التي تقت-تل فيها أطراف من الوطن نفسه، يواجه تساؤلات أخلاقية. فهل يمكن لفنان حقيقي أن يروج للح-رب؟ وهل الفن يتعارض مع العنف أم يمكن أن يتماشى معه في بعض الحالات؟
من هو الفنان الحقيقي؟
الإجابة على هذه التساؤلات تستدعي إعادة النظر في مفهوم "الفنان". إن الفنان الحقيقي ليس مجرد شخص يمتلك موهبة فنية أو قدرة على الأداء، بل هو إنسان يتميز بحس ووجدان مختلفين، يتجاوز الواقع ويبحث عن الجمال والإنسانية في أعماله. كما أشار الكاتب والمنفلوطي: "ليس أفضل المغنيين أعلمهم بفنون النغم، بل أنظفهم قلبًا وأفصحهم فؤادًا".
الفنان ودوره في المجتمع
الفنان، بطبيعته، هو داعية سلام وصاحب رؤية تسعى لتعزيز القيم الإنسانية والجمال، وليس لنشر القبح والعنف. إن الح-رب هي نقيض للإبداع، فلا يمكن أن يجتمع صوت الفن الذي ينبع من الروح مع صوت الرصاص الذي يدمّر الروح. من هنا يأتي السؤال: هل أولئك الذين يدعمون الح-رب هم بالفعل فنانون؟ أم أنهم مجرد مؤدين أو مقلدين؟
الفن بين التبشير بالموت وصناعة الحياة
الإجابة المنطقية هي أن من يروجون للح-رب ليسوا فنانون حقيقيون، بل مجرد مؤدين يفتقرون للعمق الإنساني الذي يتطلبه الفن. هؤلاء قد يمتلكون مهارات فنية، لكن إبداعهم لا يتصل بالروح التي تسمو عن العنف وتتصل بالإنسانية. الفنان الحقيقي يُعتبر داعية حياة، يحمل رسائل النغم والسلام، ويبحث عن خلق الجمال، وليس الترويج للموت والق-تل.
في النهاية الفنان الحقيقي هو من يتبنى قيم الإنسانية والسلام، ويرفض خطاب الح-رب مهما كانت الظروف. دعم الح-رب يتنافى مع جوهر الفن الذي يسعى للارتقاء بالروح البشرية. لذلك، ينبغي على المجتمع إعادة النظر في تصنيف الفنانين بناءً على مواقفهم تجاه الح-رب والسلام، فليس كل من يغني أو يؤدي هو فنان بحق.