إنتفاضة ديسمبر الثورية: شوكة في خاصرة الطغاة ومشروع وطني لا يموت

بقلم: محمد ضياء الدين
في مثل هذا اليوم، تحل علينا ذكرى انطلاق إنتفاضة ديسمبر الثورية المجيدة، التي شكلت نقطة تحول بارزة في تاريخ السودان الحديث. جسدت هذه الانتفاضة إرادة الشعب السوداني في مواجهة الطغيان والاستبداد، وأعلنت عن ميلاد مشروع وطني يعكس طموحات أمة تنشد الحرية والعدالة.
منذ لحظاتها الأولى، قدمت إنتفاضة ديسمبر نموذجاً استثنائياً للصمود والثبات، رغم محاولات القمع الشرسة والعراقيل المستمرة. ورغم التحديات، بقيت الثورة نابضة بالحياة، لتؤكد أن إرادة الشعب لا تقهر، وأن الردة إلى الوراء مستحيلة. وكغيرها من الثورات الكبرى، مرت الانتفاضة بمراحل من المد والجزر، لكنها حافظت على أهدافها السامية وبوصلتها الثورية.
اليوم، ونحن نشهد تداعيات حرب مأساوية، يظهر بوضوح أن هذه الحرب ليست سوى فصل جديد من صراع طويل مع نظام الإسلامويين البائد. لقد رأى الفلول في إنتفاضة ديسمبر تهديداً وجودياً لمصالحهم الضيقة، وتكشف عداؤهم العميق للثورة وأحلام الشعب السوداني بوطن جديد. كما حاولوا استخدام الحرب كوسيلة لإجهاض الثورة وإرهاب الثوار، تماماً كما فعلوا في انقلابهم الفاشل في 25 أكتوبر 2021. لكن كما فشلوا في الماضي، فإنهم على موعد آخر مع الفشل هذه المرة.
التاريخ يعلمنا أن الثورات لا تموت، بل تزداد قوة وزخماً مع كل تحدٍ. ستبقى إنتفاضة ديسمبر الثورية شوكة في خاصرة الطغاة، ورمزاً للصمود والإلهام للأجيال القادمة. ومع نهاية هذه الحرب الظالمة، سيكون على الشعب السوداني استعادة روح الوحدة والتكاتف، تلك الروح التي شكلت الأساس الصلب لنجاح الثورة.
على قوى الثورة أن تتوحد من أجل تشكيل جبهة شعبية عريضة تسعى إلى إنهاء الحرب ومعالجة تداعياتها، وإحياء زخم الثورة لتحقيق سلطة مدنية ديمقراطية تعبّر عن تطلعات الشعب السوداني، الثورة لن تموت، بل هي مشروع وطني حي ينبض بإرادة شعب يستحق الحياة.