تشاد تواجه تهديدات أمنية وسياسية: سلطة محمد كاكا على المحك
تقارير: وادي النيل
تشهد دولة تشاد تصاعدًا غير مسبوق في التوترات الأمنية والسياسية، مما يضع سلطة الرئيس محمد إدريس ديبي (محمد كاكا) في موقف حرج، وسط أنباء عن تحكم قوي للحكومة الإماراتية في قراراته. وتزايدت الانتقادات داخل الأجهزة الأمنية والتجمعات المعارضة، التي باتت ترى في ديبي مجرد دمية بيد القوى الخارجية.
تحركات عسكرية وقطع الإنترنت
في محاولة لتجنب انقلاب محتمل، قامت الأجهزة الأمنية التشادية بقطع شبكة الإنترنت في كافة أنحاء البلاد منتصف الأسبوع الماضي. ويأتي هذا الإجراء بعد إقالة وزير الأمن، محمد شرف الدين مرغي، وسط إعادة هيكلة شاملة لقوات الأمن شملت نقل العديد من كبار القادة إلى وظائف أخرى. وشملت التعديلات تعيين الجنرال علي أحمد أغبش، الذي يعد مقربًا من القبائل العربية، وزيرًا للأمن العام والهجرة، وهو ما يثير مخاوف من تحركات داخل أسرة ديبي.
نفوذ إماراتي وتفاقم الأزمة
تشير تقارير إلى أن الإمارات تلعب دورًا كبيرًا في قرارات ديبي، بما في ذلك تقديم الدعم المالي والعسكري. وقد عقد الرئيس التشادي مؤخرًا صفقة بقيمة 650 مليون دولار مع صندوق أبوظبي السيادي، وهي خطوة وُصفت بأنها لشراء الولاءات السياسية أكثر من كونها حلاً اقتصاديًا. وتواجه الصفقة انتقادات شديدة من المعارضة التي ترى أن تلك الأموال تُستخدم لشراء الأسلحة وتقديم الرشاوي للنخب العسكرية والسياسية.
تصاعد التوترات الداخلية
الأوضاع داخل تشاد تزداد سوءًا بعد مقتل قائد سابق للمخابرات العامة وابنه في حادث اغتيال، مما دفع الحكومة لتأمين العاصمة أنجمينا عبر نشر قوات مدججة بالسلاح والقيام بعمليات تفتيش واسعة. كما شهدت البلاد تصاعدًا في نشاط المعارضة، التي نددت بما أسمته "مناخ الدكتاتورية والإرهاب"، وأعلنت رفضها المشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية المقررة في ديسمبر المقبل.
انهيار الدعم الداخلي
على الرغم من الدعم الفرنسي والإماراتي المستمر لحكومة ديبي، إلا أن التحديات الداخلية باتت أكثر تهديدًا. يُذكر أن ديبي قد خسر دعم أسرته الممتدة، وخاصة صالح ديبي، شقيق الرئيس الراحل إدريس ديبي، الذي يتمتع بنفوذ قوي في الدولة. ويُعتبر صالح من أشد المنتقدين للرئيس الحالي، حيث وصفه هو ومساعديه بأنهم "مجرد أطفال"، وألمح إلى تعرض إدريس ديبي للخيانة من داخل دائرته المقربة قبل اغتياله.
مستقبل غير مؤكد
في ظل استمرار الصراعات الداخلية وتدهور الأوضاع السياسية والأمنية، تواجه تشاد خطر اندلاع موجة جديدة من الاضطرابات والانقلابات العسكرية. وعودة المرتزقة الذين يقاتلون لصالح مليشيا الدعم السريع من السودان تزيد من تعقيد المشهد الأمني، في حين تقترب القوات السودانية من الحدود المشتركة مع تشاد، مما يعزز من احتمال وقوع اشتباكات بين الطرفين.
الخلافات الداخلية، وتراجع الدعم العائلي، والتهديدات الأمنية تجعل مستقبل تشاد غامضًا، حيث تتزايد الشكوك حول قدرة الرئيس محمد إدريس ديبي على الاستمرار في الحكم وسط هذه العواصف السياسية والأمنية.