الدكتور عباس شراقي يحذر من أزمة مرتقبة في سد النهضة بسبب تعطل التوربينات واقتراب موسم الأمطار

الدكتور عباس شراقي يحذر من أزمة مرتقبة في سد النهضة بسبب تعطل التوربينات واقتراب موسم الأمطار
الدكتور عباس شراقي - وادي النيل

حذّر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من أزمة محتملة في سد النهضة الإثيوبي مع اقتراب موسم الأمطار في يونيو المقبل، في ظل استمرار تعطل التوربينات المائية، وثبات حجم التخزين عند الحد الأقصى البالغ 60 مليار متر مكعب منذ سبتمبر الماضي.

وقال شراقي إن الملء الخامس والأخير للسد انتهى في 5 سبتمبر 2024 عند منسوب 638 مترًا، ومنذ ذلك الحين لم تُستخدم المياه المخزنة لتوليد الكهرباء فعليًا، حيث تكتفي إثيوبيا بتمرير الفائض فقط عبر بوابات المفيض العلوية، ولاحقًا عبر أنفاق التوربينات بعد انقضاء موسم الأمطار.

وأوضح أن متوسط إيراد النيل الأزرق عند موقع السد في أبريل لا يتجاوز 12 مليون متر مكعب يوميًا، وهي كمية غير كافية لتشغيل توربين واحد لعدة ساعات يوميًا. ورغم الإعلان عن تركيب ثلاث توربينات جديدة في ديسمبر الماضي، إلى جانب أربع توربينات تم تركيبها سابقًا (اثنان في 2022 واثنان في 2024)، إلا أن صور الأقمار الصناعية تؤكد توقف توربينات 2022، مما يشير إلى أن أيًا من التوربينات لم يدخل مرحلة التشغيل الفعلي حتى الآن.

وأضاف شراقي أن بقاء مخزون السد عند 60 مليار متر مكعب منذ انتهاء الملء الأخير يؤكد غياب الإنتاج الفعلي للكهرباء، ما يثير تساؤلات حول كفاءة تشغيل المشروع وقدرته على تحقيق أهدافه المعلنة.

وأشار إلى أنه مع اقتراب موسم الأمطار، يتوجب على إثيوبيا تصريف نحو 20 مليار متر مكعب من المياه قبل يوليو المقبل، وهو ما يستدعي البدء فورًا في تفريغ تدريجي لتفادي خطر التصريف المفاجئ، الذي قد يتسبب في أضرار جسيمة لكل من السودان ومصر، في ظل غياب أي تنسيق فني أو اتفاق ملزم بين الدول الثلاث.

وشدد الدكتور شراقي على ضرورة تحرك دولتي المصب دبلوماسيًا وفنيًا لمواجهة هذا الوضع غير المستقر، خاصة مع استمرار إثيوبيا في تشغيل السد بشكل أحادي دون اتفاق يضمن حقوق ومصالح دول حوض النيل.