رحيل الفريق الفاتح عروة... مسيرة حافلة بالعطاء في السياسة والعسكرية والدبلوماسية

القاهرة: علي فوزي
نعت الأوساط الرسمية والشعبية في السودان الفريق الفاتح محمد أحمد عروة، الذي وافته المنية مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مسيرة زاخرة امتدت لعدة عقود في ميادين العمل العسكري والدبلوماسي والإداري.
وُلد عروة عام 1950 في الخرطوم، لعائلة ذات حضور بارز في المشهد السياسي، إذ كان والده محمد أحمد عروة وزيراً للداخلية والتجارة والإعلام في ستينيات القرن الماضي. تلقى تعليمه في مدارس العاصمة السودانية، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية عام 1968 ويتخرج منها في 1970 ضمن أول دفعة أشرف الرئيس جعفر نميري على تخرجها.
بدأ عروة مسيرته المهنية ضابطاً في سلاح الدفاع الجوي، ثم انتقل للعمل بجهاز أمن الدولة، حيث مثل السودان في بعثات دبلوماسية بإثيوبيا وروسيا. وقد واصل مسيرته الأكاديمية بتعلّم الطيران في الولايات المتحدة خلال الفترة 1984-1985.
بعد الانتفاضة الشعبية في 1985، هاجر إلى السعودية وعمل خبيراً في شؤون القرن الأفريقي، ثم عاد إلى السودان مطلع التسعينيات بطلب من الرئيس عمر البشير. تقلد عدة مناصب رفيعة من بينها وزير دولة برئاسة الجمهورية ومستشاراً للأمن القومي، ثم وزير دولة بوزارة الدفاع.
في عام 1996، تم تعيينه مندوباً دائماً للسودان لدى الأمم المتحدة، وهو المنصب الذي شغله حتى 2005، في واحدة من أصعب فترات العمل الدبلوماسي للسودان على الساحة الدولية.
وفي أغسطس 2008، تولى الفاتح عروة منصب العضو المنتدب والمدير العام لشركة زين للاتصالات بالسودان، وأسهم في تطوير قطاع الاتصالات، إلى جانب رئاسته لمجلس إدارة الطيران المدني.
ويمثل رحيل الفاتح عروة نهاية لمسيرة مليئة بالتحديات والإنجازات، تاركاً إرثاً مهنياً متنوعاً يجمع بين العمل العسكري والدبلوماسي والإداري، ظل فيه لاعباً فاعلاً في محطات مفصلية من تاريخ السودان الحديث.