الجيش السوداني يعلن مقتل 32 مدنيًا في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر

الجيش السوداني يعلن مقتل 32 مدنيًا في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر
الجيش السوداني يعلن مقتل 32 مدنيًا في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر- صورة أرشيفية

الخرطوم – وادي النيل

أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، مساء الجمعة، عن مقتل 32 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، في هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، باستخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي.

وقالت القيادة في بيان رسمي، إن "مليشيا الدعم السريع أطلقت اليوم سربًا من الطائرات الانتحارية على مدينة الفاشر، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف استهدف أحياء المدينة"، مضيفة أن الهجوم أسفر عن مقتل 32 مواطنًا، من بينهم 4 نساء و10 أطفال، إلى جانب إصابة 17 آخرين جرى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

من جانبها، أكدت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، وهي جهة مدنية تطوعية، استمرار تحليق المسيّرات التابعة لقوات الدعم السريع في أجواء المدينة، وناشدت السكان بعدم التحرك في الشوارع حفاظًا على أرواحهم.

وفي تصعيد آخر، أعلنت شبكة أطباء السودان عن تعرض معسكر "زمزم" للنازحين في محيط مدينة الفاشر لهجوم جديد من قبل قوات الدعم السريع، دون توفر حصيلة دقيقة للضحايا حتى الآن. وأوضحت الشبكة أن "الهجوم المدفعي على معسكر زمزم يُعد تحولًا خطيرًا في نمط العنف، وينذر بإبادة جماعية تطال أكثر من نصف مليون من النازحين والمهجرين، معظمهم من النساء والأطفال".

وأكد مدير عام وزارة الصحة بشمال دارفور، الدكتور إبراهيم خاطر، وقوع الهجوم على المعسكر، لكنه أشار إلى صعوبة تحديد عدد القتلى والجرحى بسبب بعد المسافة بين المعسكر ووسط المدينة، وانقطاع الاتصالات في المنطقة.

ولم يصدر تعليق رسمي حتى الآن من قوات الدعم السريع بشأن الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتشهد مدينة الفاشر منذ العاشر من مايو الماضي مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني، المدعوم بحركات دارفورية مسلحة موقعة على اتفاق جوبا للسلام، أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وبين قوات الدعم السريع.

وتُعد الفاشر آخر عاصمة لولايات دارفور الخمس التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، في ظل استمرار الحرب المستعرة منذ أبريل 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 29 ألف شخص، بحسب بيانات منظمة ACLED المتخصصة في توثيق النزاعات.

ووفقًا لمنظمة الهجرة الدولية، فإن الحرب تسببت في نزوح أكثر من 14 مليون شخص، بينهم 11 مليون نازح داخل البلاد، و3.1 مليون لاجئ عبروا إلى دول الجوار، ما جعل السودان يتصدر العالم في معدلات النزوح الداخلي، وفق تقديرات الأمم المتحدة.