أزمة سياسية غير مسبوقة في كوريا الجنوبية.. هل ينجو الرئيس يون سوك يول من العزل؟

خاص: وادي النيل
تعيش كوريا الجنوبية واحدة من أخطر الأزمات السياسية في تاريخها الحديث، بعد قرار الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية لمدة ست ساعات فقط، ما أشعل موجة من الانتقادات والمطالبات بعزله.
وبينما تتزايد حالة الاستياء الشعبي، تبرز تساؤلات حول مستقبل الحكومة واستقرار البلاد.
إعلان الأحكام العرفية يثير الجدل
في خطوة وُصفت بالمفاجئة، أعلن الرئيس يون صوك يول فرض الأحكام العرفية، متهماً المعارضة بالقيام بأعمال تهدد الأمن القومي. على الرغم من رفع الأحكام العرفية بعد ساعات قليلة، إلا أن القرار أثار انتقادات واسعة داخلية ودولية.
قال الدكتور كمال دفع الله بخيت، المتخصص في الشؤون الكورية، إن فرض الأحكام العرفية بهذه الطريقة دون اتباع الإجراءات القانونية المعتادة يعد انتهاكاً للدستور الكوري، ويكشف عن تصعيد غير محسوب قد يفاقم الأزمة السياسية.
أضاف بخيت في تصريحات خاصة لـ "وادي النيل"، أن دفاع المكتب الرئاسي عن القرار باعتباره ضرورة لحماية استقرار الدولة والاقتصاد، إلا أن هذا التبرير لم يلقَ قبولاً واسعاً، حيث اعتبره كثيرون محاولة لتعزيز سيطرة الرئيس في مواجهة المعارضة.
مقترح عزل الرئيس وتأييد شعبي متزايد
تقدّم الحزب الديمقراطي المعارض بمقترح لعزل الرئيس إلى البرلمان، مع تحديد جلسة للتصويت يوم السبت المقبل. وأظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من 70% من الكوريين يدعمون عزل الرئيس، معتبرين قرار الأحكام العرفية "جريمة تمرد".
ويرى الدكتور كمال دفع الله بخيت، أن التأييد الشعبي لعزل الرئيس يعكس استياءً واسعاً من سياساته، ما يضع الحزب الحاكم تحت ضغوط لإعادة تقييم موقفه، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية.
استقالة جماعية لمجلس الوزراء
في تطور لافت، أعلن مجلس وزراء الرئيس استقالته الجماعية باستثناء رئيس الوزراء، هذه الخطوة زادت من تعقيد المشهد السياسي، إذ أشار الدكتور بخيت، إلى أن الاستقالة الجماعية لمجلس الوزراء تمثل ضغطاً داخلياً كبيراً على الرئيس، وقد تكون محاولة لإجباره على اتخاذ خطوات تصحيحية أو حتى تقديم استقالته.
توقعات وتأثيرات مستقبلية
1. التصويت البرلماني على العزل: سيكون تصويت البرلمان يوم السبت حاسماً في تحديد مصير الرئيس. وإذا نجحت المعارضة في تأمين دعم كافٍ من حزب "سلطة الشعب" الحاكم، قد يتم تعليق صلاحيات الرئيس فوراً.
2. استمرار الاحتجاجات: مع تنامي الاستياء الشعبي، يُتوقع أن تستمر الاحتجاجات، وربما تتصاعد في حال تم عزل الرئيس.
3. التأثير على الحزب الحاكم: الانقسامات الداخلية والمطالبات الشعبية قد تدفع الحزب إلى تغييرات كبيرة في قيادته.
يختتم المتخصص في الشؤون الكورية، حديثه قائلاً: "كوريا الجنوبية على أعتاب مرحلة مفصلية، حيث يهدد التصعيد السياسي الراهن استقرار النظام الحاكم. الأيام المقبلة ستحدد مسار هذه الأزمة، خاصة مع تصويت البرلمان ومواقف الحزب الحاكم".
ومع تزايد الضغوط والمطالبات الشعبية، يبدو أن كوريا الجنوبية مقبلة على تغييرات سياسية عميقة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد.