نشاط زلزالي غير مسبوق خلال 2024.. إثيوبيا تسجل 9 زلازل في يوم واحد

أديس أبابا –وادي النيل
شهدت إثيوبيا يومًا استثنائيًا من النشاط الزلزالي يوم الأحد 29 ديسمبر 2024، حيث تم تسجيل 9 زلازل تراوحت قوتها بين 4 و5 درجات على مقياس ريختر. ومع نهاية العام، ارتفع إجمالي عدد الزلازل إلى 58، وهو أعلى معدل يتم تسجيله خلال العقد الأخير، مقارنة بـ38 زلزالًا في العام الماضي.
تصاعد النشاط الزلزالي
بدأت إثيوبيا تسجل نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا منذ بدء التخزين في سد النهضة عام 2020، حيث ارتفع عدد الزلازل من ثلاثة في ذلك العام إلى 8 في 2021، ثم 22 في 2022. ويشير الخبراء إلى أن العام الحالي يمثل ذروة النشاط مع تضاعف عدد الزلازل بشكل لافت.
سد النهضة وتأثيراته الجيولوجية
يحتوي سد النهضة حاليًا على 60 مليار متر مكعب من المياه، ما يعادل 60 مليار طن من الضغط على القشرة الأرضية. ووفقًا للخبراء الجيولوجيين، فإن هذا الوزن الهائل يؤدي إلى تفاقم الضغوط على القشرة الأرضية الهشة في إثيوبيا، التي تقع ضمن نطاق الأخدود الأفريقي، أحد أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا وبراكينيًا في القارة.
تأثير الزلازل وتداعياتها
حتى الآن، تركزت الزلازل على بُعد يتراوح بين 500 و600 كيلومتر من سد النهضة، ولم تؤثر مباشرة على هيكله. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن تكرار الزلازل قد يكون مؤشرًا على حدوث زلزال أكبر مستقبلاً، خاصة مع اكتمال الملء ووجود كميات هائلة من المياه التي تجعل السد أشبه بـ"قنبلة مائية" قابلة للانفجار.
تحذيرات علمية
يشير العلماء إلى أن تسرب المياه من بحيرة سد النهضة يعزز انزلاق الكتل الصخرية وتنشيط النشاط الزلزالي. وبينما تُعتبر الزلازل الحالية ضعيفة إلى متوسطة التأثير، فإن احتمال وقوع زلزال كبير يمثل تهديدًا محتملاً، سواء على السد أو المناطق المحيطة به.
مخاوف مستقبلية
مع استمرار إثيوبيا في إدارة سد النهضة دون معالجة المخاطر الجيولوجية، يبقى النشاط الزلزالي مصدر قلق كبير على المستوى المحلي والإقليمي، وسط دعوات لتقييم شامل لتأثير السد على الاستقرار الجيولوجي في المنطقة.