قوات بونتلاند تسيطر على مناطق واسعة من داعش في أكبر حملة عسكرية منذ سنوات

قوات بونتلاند تسيطر على مناطق واسعة من داعش في أكبر حملة عسكرية منذ سنوات
قوات بونتلاند تسيطر على مناطق واسعة من داعش في أكبر حملة عسكرية منذ سنوات- وادي النيل

 متابعات: وادي النيل 

شنت قوات بونتلاند الصومالية حملة عسكرية واسعة النطاق استمرت لأسابيع، تمكنت خلالها من انتزاع مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، في خطوة تأمل السلطات أن تعزز الدعم الدولي لجهودها الأمنية، وفقًا لمسؤولين وتقارير إعلامية.

تقدم ميداني كبير ضد داعش

حققت قوات بونتلاند مكاسب ملموسة في معركتها ضد فصيل تنظيم داعش، الذي اكتسب نفوذًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، وكان هدفًا لأول ضربات جوية شنتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وتقع أبرز المناطق التي تمت استعادتها في جبال چولس الشمالية، حيث معقل التنظيم، بما في ذلك قرية "باديدن"، التي خضعت لسيطرة داعش لمدة عشر سنوات. وأكد سكان محليون أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة على مناطق أخرى مجاورة، مما أدى إلى تحسن الأوضاع الأمنية بعد سنوات من حكم المتشددين.

يُقدر عدد مقاتلي داعش في جبال بونتلاند بين 700 و1500 عنصر، وهو عدد أقل مقارنة بحركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تسيطر على مساحات واسعة في جنوب ووسط الصومال. إلا أن داعش أصبح جزءًا أكثر أهمية من الشبكة العالمية للتنظيم، مستفيدًا من تدفق مقاتلين أجانب وتمويل عبر فرض الإتاوات على الأعمال التجارية المحلية.

حصيلة المعارك ودعوات لدعم دولي

أعلن المتحدث العسكري باسم بونتلاند أن العمليات القتالية، التي بدأت في 31 ديسمبر، أسفرت عن استعادة 250 كيلومترًا مربعًا من سيطرة التنظيم، إلى جانب 50 قاعدة عسكرية. وأوضح أن الاشتباكات الأخيرة أسفرت عن مقتل 85 من مقاتلي داعش، بينما فقدت قوات بونتلاند 17 من جنودها.

في سياق متصل، دعا وزير إعلام بونتلاند، محمد عيديد، إلى تعزيز الدعم الدولي للحملة العسكرية، مشيرًا إلى الحاجة الملحة للمعدات المتطورة والخبراء، خاصة في مجال مكافحة الألغام والطائرات المسيّرة المستخدمة من قبل التنظيم.

وقال عيديد: "هذه حرب دولية ضد الإرهاب، ونحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لتوفير المعدات المتطورة والخبرات اللازمة لمواجهتها".

التوتر مع الحكومة الفيدرالية في مقديشو

ورغم أهمية الحملة العسكرية، فإنها تأتي وسط توترات بين بونتلاند والحكومة الفيدرالية في مقديشو، حيث توقفت بونتلاند عن الاعتراف بالحكومة المركزية العام الماضي.

في المقابل، أكد وزير الإعلام الصومالي، داوود أويس، أن الحكومة الفيدرالية مستمرة في تنسيق جهود مكافحة الإرهاب مع مختلف الأطراف، مشددًا على أهمية تبني استراتيجية وطنية موحدة لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.

يُذكر أن الجيش الأميركي نفذ ضربات جوية متفرقة ضد التنظيم لسنوات، كما قدم دعمًا تدريبيًا لقوات بونتلاند، وسط تكهنات بأن واشنطن قد تعيد النظر في استراتيجيتها الأمنية في الصومال لتعزيز التعاون مع السلطات المحلية في مواجهة الجماعات المتطرفة.