تصعيد إسرائيلي دموي في غزة.. مجازر متواصلة ومفاوضات على المحك

وادي النيل – فلسطين المحتلة
شهد قطاع غزة تصعيدًا غير مسبوق في الساعات الماضية، أسفر عن ارتقاء أكثر من 100 شهيد فلسطيني، بينهم عدد من الصحفيين والأكاديميين، في سلسلة مجازر دامية ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي شمالًا وجنوبًا، بينما تسود حالة من الترقب بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
مجازر في الشمال والجنوب.. وارتفاع متسارع في أعداد الشهداء
أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد 106 فلسطينيين منذ فجر الأحد، بينهم 5 صحفيين، في قصف مكثف استهدف منازل وخيام نازحين، ليرتفع عدد الشهداء خلال 24 ساعة إلى 153.
وفي شمال القطاع، ارتُكبت مجازر مروعة في جباليا وبيت لاهيا، إذ استُهدف منزل عائلة مقاط بـ8 شهداء، وعائلة نصر بـ12 شهيدًا، فيما ارتقى 7 شهداء من عائلة البراوي في بيت لاهيا.
وفي تطور خطير، أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال يحاصر المستشفى الإندونيسي، مما يهدد حياة آلاف الجرحى والمصابين.
استهداف الأكاديميين والصحفيين
ومن بين الشهداء، استشهد الدكتور زكريا السنوار، أستاذ التاريخ الحديث في الجامعة الإسلامية وشقيق القيادي الراحل يحيى السنوار، مع 3 من أطفاله إثر قصف خيمته في مخيم النصيرات.
كما ارتقى 5 صحفيين في القصف الإسرائيلي وهم: عزيز الحجار، نور قنديل، خالد أبو سيف، عبد الرحمن العبادلة، وأحمد الزيناتي.
انهيار نفسي داخل الجيش الإسرائيلي.. والضغوط تتصاعد
صحيفة هآرتس العبرية كشفت عن انتحار 35 جنديًا منذ السابع من أكتوبر، بينهم 7 منذ بداية عام 2025 فقط، بسبب ضغوط الحرب. كما تم تصنيف أكثر من 9 آلاف جندي كمعاقين نفسيًا، ما دفع الجيش إلى استدعاء مصابين باضطراب ما بعد الصدمة لتعويض النقص العددي في صفوفه.
حسم سياسي مرتقب وسط ضغوط أمريكية ودولية
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" يعقد اجتماعات أمنية حساسة اليوم، للبت في مسار المفاوضات مع حماس وسط ضغوط دولية هائلة. وتوقعت مصادر أن تتخذ تل أبيب قرارًا مصيريًا خلال 24 ساعة بشأن اتفاق محتمل.
مصدر أمني إسرائيلي صرّح لإذاعة الجيش بأن "إسرائيل" تمنح حماس مهلة قصيرة قبل الانتقال إلى عملية برية أوسع تحت اسم "عربات جدعون"، والتي تستهدف تقسيم غزة إلى محاور جديدة واستنساخ تجربة رفح في شمال القطاع.
ارتباك داخل الائتلاف الحاكم وتضارب في المواقف
فشل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي للمرة الثالثة في تمرير قرار استدعاء الاحتياط، فيما أشار مسؤولون كبار إلى أن الاحتلال أمام مفترق طرق حاسم: إما التفاوض والتوصل إلى اتفاق، أو المضي في الحرب ومخاطرة بقتل المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
غارات على جنوب لبنان
وامتد التصعيد إلى الحدود الشمالية، حيث أفادت مصادر لبنانية بأن طائرة إسرائيلية استهدفت مركبة في بلدة بيت ياحون جنوب لبنان، في إطار التوتر المتصاعد على جبهة الجنوب.
ختام
في ظل تصعيد دموي متواصل، وارتفاع أعداد الضحايا، يقف الاحتلال الإسرائيلي أمام لحظة فارقة؛ بينما تناضل غزة بصمودها تحت نيران القصف، تتشابك خيوط المعركة بين الضغوط الدولية، والتوترات الداخلية، وصوت الميدان الذي لا يهدأ.