ماذا وراء زيادة الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية؟
خاص: وادي النيل
تشهد الضفة الغربية تصعيدًا كبيرًا بالتوازي مع المواجهات المستمرة في غزة ولبنان، حيث أطلقت إسرائيل عملية عسكرية تعتبر الأكبر منذ عملية "السور الواقي" عام 2002. تستهدف العملية مواقع لمسلحين في جنين وطولكرم وطوباس، وتشهد المنطقة انتشارًا مكثفًا للمروحيات والمقاتلات الإسرائيلية إلى جانب قوات برية كبيرة.
مصادر إسرائيلية أكدت أن العملية ستستمر لفترة زمنية غير محددة، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل 9 فلسطينيين وإصابة آخرين. هذا التصعيد يشير إلى فتح إسرائيل لجبهة جديدة للصراع، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
وفي جنين، فرضت القوات الإسرائيلية حصارًا مشددًا بإغلاق المداخل الرئيسية للمدينة، ونشر قناصة على أطرافها، إضافة إلى قطع معظم الطرق المؤدية إليها وإطلاق النار على مركبات الفلسطينيين.
قال الكاتب الصحفي ثائر نوفل أبو عطيوي،مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين،إن تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على شمال الضفة الغربية ومخيماتها يأتي في الوقت نفسه تصاعد وتيرة الحرب المسعورة والعدوان المتواصل على قطاع غزة للشهر الحادي عشر على التوالي، الأمر الذي يعني أن الضفة الغربية وشمالها بالتحديد ومخيماتها ليس بمعزل عن إعلان إسرائيل الواضح بتدمير وتهجير وطرد السكان من مناطق سكناهم على غرار ما يحدث الآن في قطاع غزة، وهذا ما أعلن عنه في تصريحاته المؤخرة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
أضاف « أبو عطيوي» في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، أن الهدف الأساسي من تزايد حجم الاعتداءات الإسرائيلية على مخيمات الضفة هو زيادة رقعة الاستيطان والاستيلاء على أراضي المواطنين وتحويلها إلى مستوطنات إسرائيلية ، الأمر الذي يعني القضاء على جغرافية الضفة الغربية فلسطينيا وبشكل عام، وتحويل الضفة الغربية لمناطق متباعدة فيما بينها جغرافيا وفصل مدن وقرى ومخيمات الضفة و حصارها بالحواجز والمستوطنات.
أكمل أن تزامن شن الهجمة الشرسة على مخيمات ومدن الضفة الغربية مع تواصل الحرب على قطاع غزة، يعني أن إسرائيل تريد وعبر مخططها الاستعماري ، القضاء على كل ما هو فلسطيني، والاستيلاء على الممتلكات والأراضي و على السيادة الفلسطينية، وأن تعيد حكمها العسكري للأراضي الفلسطينية واحتلالها والسيطرة عليها، ضمن مخطط احتلالي مدروس وموافق عليه من الحكومة الإسرائيلية مسبقا.
واختتم مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، أن الاعتداءات على كافة الأراضي الفلسطينية التي عادت ضمن نظام الاحتلال الكامل والجديد للضفة وغزة ومعها أيضا القدس الشرقية ، لا بد أن تتم مواجهته من خلال اتفاق عربي واحد وموحد عبر اعتماد برنامج وآلية عمل تواجه بها مخططات الاحتلال الإسرائيلي في كافة المحافل والميادين الدولية ، وكما من الممكن أن تدعو الدول العربية كافة عبر الجامعة العربية إلى انطلاق مؤتمر عالمي مناصر للقضية الفلسطينية وفق أسس عملية توافقية فلسطينية عربية ، تجعل هذا المؤتمر نقطة تحول و انطلاق جديدة للدعوة الحقيقية والجادة لمؤتمر عالمي للسلام العادل والشامل وقبول إسرائيل بفكرة حل الدولتين من أجل إنهاء الصراع بشكل نهائي عبر الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني بالحرية واقامة دولته المستقلة.