محلل سياسي سوداني لـ «وادي النيل» يحذر من تدمير الإرث الثقافي السوداني
خاص: وادي النيل
في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، يتعرض التراث السوداني لخطر غير مسبوق، حيث أظهرت تقارير حديثة تداولتها وكالات الأنباء العالمية عرض آثار سودانية نادرة تعود لأكثر من 5 آلاف عام للبيع عبر موقع "eBay" بشكل غير شرعي.
وأكد الدكتور كمال دفع الله بخيت، الخبير في التراث الثقافي، أن هذا الوضع يشكل جريمة ثقافية تهدد مستقبل التراث السوداني وتاريخ الأمة.
وأضاف بخيت في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل » أن هذه الآثار تُعد من بين الأثمن في العالم، ولا تضاهيها في قيمتها سوى آثار قليلة في دول مثل مصر، الصين، الهند، بلاد فارس، والمكسيك.
وأوضح أن بيع هذه القطع بشكل غير قانوني يساهم في تدمير الهوية الثقافية للسودان، ويُفقد الأجيال القادمة جزءاً مهماً من تاريخها.
وأشار بخيت إلى أن الآثار هي جزء لا يتجزأ من التراث الوطني والعالمي، ويجب حمايتها وإعادتها إلى متاحفها الأصلية، داعياً المنظمات الدولية، مثل اليونسكو، إلى تعزيز جهودها لحماية التراث الثقافي السوداني والتصدي لمافيا الآثار التي تستغل الظروف الراهنة لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
وتابع بخيت قائلاً: "في ظل الصراع المستمر بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، يزداد خطر تدمير ونهب التراث السوداني، حيث تصبح المواقع الأثرية والمتاحف أهدافًا سهلة، مما يؤدي إلى خسارة جزء مهم من الهوية الثقافية للسودان."
ودعا المحلل السياسي السوداني المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالتراث إلى التحرك العاجل لحماية واستعادة الآثار السودانية المنهوبة، مؤكدًا على أهمية التعاون مع السلطات المحلية والمنظمات ذات الصلة للحفاظ على هذا الإرث الثقافي الثمين، قائلاً: "لنحافظ معاً على تراث السودان وثراءه التاريخي للأجيال الحالية والمستقبلية."