«الإثنية» .. رهان الأطراف المتنازعة في معارك الفاشر الاستراتيجية بدارفور
الفاشر: وادي النيل
مع استمرار المعارك العنيفة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، تسعى قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى تحقيق نصر استراتيجي في هذه المدينة التي تمثل نقطة تقاطع بالغة الأهمية في النزاع المستمر. وعلى الرغم من تعزيزات الدعم السريع بعناصر وعتاد عسكري خلال الأشهر الماضية، لم تتمكن من حسم المعركة لصالحها حتى الآن.
الفاشر، التي باتت محط أنظار كافة الأطراف، تشهد معارك شرسة بين قوات الدعم السريع المدعومة من قوات خارجية، والقوات المسلحة السودانية المدعومة بالحركات المسلحة المتحالفة معها، خاصة حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة بقيادة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم. سيطرة أحد الأطراف على الفاشر ستكون لها تداعيات استراتيجية وسياسية حاسمة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
المدينة، التي وصفها محللون بأنها قد تتحول إلى "ستالينغراد جديدة"، تشهد مواجهة عنيفة مشابهة لمعركة المدينة الروسية الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية، إذ يسعى كل طرف لفرض سيطرته بأي ثمن. ويرى المراقبون أن حسم المعركة في الفاشر لن يؤثر فقط على توازن القوى في دارفور، بل قد يشكل نقطة تحول كبرى في النزاع السوداني بأكمله.
على الجانب الآخر، حذّر خبراء من أن استمرار النزاع في الفاشر قد يؤدي إلى تأجيج الصراع على أساس إثني وعرقي، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في دارفور، ويهدد بتمدد النزاع إلى دول الجوار مثل تشاد.
في هذا السياق، أشار خبير عسكري سوداني إلى أن الجيش السوداني، الذي يمتلك تفوقًا عسكريًا نسبيًا، قد يتمكن من كسر شوكة الدعم السريع إذا ما نجح في السيطرة على الفاشر، مما سيعزز موقفه في الصراع. فيما يعتقد البعض أن الدعم السريع، في حال تمكنه من تحقيق نصر في الفاشر، سيزيد من نفوذه في باقي المناطق، مما يجعل الصراع أكثر تعقيدًا.
ومع تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهات جديدة على أساس عرقي، تظل مدينة الفاشر ساحة لصراع مفتوح على كافة الاحتمالات، في ظل تعقيد الأوضاع الإقليمية والتدخلات الخارجية التي تضيف أبعادًا جديدة للنزاع المستمر.