البن الأوغندي: صناعة وطنية تكتسب شهرة عالمية وتساهم في اقتصاد البلاد
تقارير اقتصادية: وادي النيل
في السنوات الأخيرة، أصبحت أوغندا واحدة من أبرز منتجي القهوة في شرق أفريقيا، حيث حققت صناعة البن الأوغندي نموًا ملحوظًا وشهرة عالمية بفضل مذاقها المميز وجودتها العالية. تُعد القهوة الأوغندية، التي يُطلق عليها "القهوة الطبيعية"، جزءًا رئيسيًا من الاقتصاد الوطني، مع ارتفاع قيمة صادرات البن إلى 1.14 مليار دولار في عام 2023، بعد أن كانت 846 مليون دولار في عام 2022.
تطور صادرات القهوة يشهد قطاع القهوة في أوغندا تطورًا ملحوظًا منذ إطلاق "خريطة طريق القهوة" من قبل الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني في عام 2017. يهدف البرنامج إلى زيادة صادرات القهوة لتصل إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك بعد الارتفاع الملحوظ في الإنتاج وتحسين نوعية البن المزروع في البلاد.
أرابيكا وروبوستا: نوعان رئيسيان تتميز أوغندا بإنتاج نوعين رئيسيين من القهوة: "أرابيكا" و"روبوستا". يتم زراعة بن "أرابيكا" في المرتفعات الشرقية على الحدود مع كينيا، ويشتهر بمذاقه المر والحاد. في المقابل، يُزرع بن "روبوستا" في المناطق المنخفضة حول بحيرة فيكتوريا، ويمتاز بمذاقه الناعم والحلو، ما يجعله مرغوبًا في الأسواق العالمية.
التحديات والفرص رغم أن إنتاج البن في أوغندا بدأ بالازدهار في الستينيات، فإن الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية التي شهدتها البلاد خلال العقود الماضية أثرت على قطاع القهوة. ومع دخول القطاع الخاص إلى السوق في التسعينيات، بدأت الأمور بالتحسن، لتصبح إيرادات البن تشكل نحو 60% من إجمالي الصادرات الوطنية.
إنتاج عالي الجودة بفضل الظروف المناخية تُزرع القهوة الأوغندية في أراضٍ مرتفعة خصبة وغنية، مما يعزز من جودة المحصول. ويقول المزارع صامويل لولابا إن هذه العوامل تجعل من القهوة الأوغندية منتجًا مميزًا في الأسواق العالمية. وأشار لولابا إلى أن المزارعين يحصدون محصول البن مرتين في السنة، مما يساعد في تلبية الطلب المتزايد على القهوة.
أسواق التصدير الرئيسية يتم تصدير القهوة الأوغندية إلى عدة دول حول العالم، منها المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، إيطاليا، وأستراليا. هذه الأسواق تعكس الطلب العالمي المتزايد على القهوة الأوغندية بفضل جودتها العالية وتنوع نكهاتها.
ختامًا، يمثل البن الأوغندي جزءًا حيويًا من اقتصاد البلاد، ومع استمرار نمو الصادرات وزيادة الاهتمام العالمي بالقهوة، تبدو آفاق هذا القطاع مشرقة، ما يساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي لأوغندا.