الاتحاد الأفريقي وسودان ما بعد الحرب: زيارة وفد مجلس السلم والأمن خطوة نحو استعادة العلاقات
تقارير وادي النيل
يشهد السودان واحدة من أسوأ الأزمات السياسية والأمنية في تاريخه الحديث، فيما تظل علاقته مع الاتحاد الأفريقي في حالة جمود بعد أن جُمدت عضويته في المنظمة القارية.
لكن زيارة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى السودان مؤخرًا قد تمثل بداية لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين، حيث التقى الوفد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي وجه انتقادات حادة للاتحاد الأفريقي بسبب ما وصفه بتجاهل حقيقة الحرب الدائرة في السودان.
البرهان: تجاهل الاتحاد الأفريقي للأزمة ناتج عن سوء الفهم أوضح البرهان خلال اجتماعه مع الوفد الأفريقي أن البلاد تعاني من حرب تفرضها ميليشيا الدعم السريع المتمردة، التي وصفها بالاستعمار الجديد بدعم من قوى خارجية. وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي قد تجاهل السودان بسبب عدم إدراكه لحقيقة الأزمة التي تشهدها البلاد.
خلافات ممتدة منذ 2021 تعود جذور التوتر بين السودان والاتحاد الأفريقي إلى الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها البرهان في 25 أكتوبر 2021، والتي شملت فض الشراكة مع قوى الحرية والتغيير وحل مؤسسات الحكم الانتقالي، وهو ما اعتبره الاتحاد الأفريقي انقلابًا على السلطة، وقرر على إثره تجميد عضوية السودان.
انحياز واضح وتصريحات مثيرة للجدل ازدادت حدة الخلاف مع اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث اتهمت الخرطوم الاتحاد الأفريقي بالانحياز إلى ميليشيا الدعم السريع، خاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل من بعض القادة الأفارقة مثل الرئيس الكيني وليام روتو ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، اللذين طالبا باتخاذ إجراءات ضد الحكومة السودانية. وبلغت الأزمة ذروتها عندما استقبل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، مستشار قائد الدعم السريع، يوسف عزت، في مقر الاتحاد بأديس أبابا، مما أثار غضب السودان ودفع البرهان لانتقاد الاتحاد علنًا.
فرصة للتصحيح وفك تجميد العضوية زيارة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي برئاسة محمد جاد، المندوب الدائم لمصر لدى الاتحاد الأفريقي، تأتي في هذا السياق، حيث أكد الوفد أن التوضيحات التي قدمها البرهان ساعدت في تفهم الأوضاع المعقدة في السودان، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ لإيجاد البيئة المناسبة لاستعادة السودان لعضويته في الاتحاد الأفريقي.
أزمة الاتحاد الأفريقي: ضعف التمويل والتأثيرات السياسية يرى خبراء في الشأن الأفريقي أن ضعف الاتحاد الأفريقي في التعامل مع الأزمة السودانية يعود إلى نقص الإمكانيات المالية والضغوط السياسية، وهو ما أكد عليه الباحث إبراهيم إدريس الذي أشار إلى تأثير الأزمة المالية للاتحاد على قدرته في التوسط لحل النزاعات داخل القارة.
ختام: فرصة لاستعادة الدور في ضوء التطورات العسكرية التي تشهد تقدم القوات المسلحة السودانية، قد تكون زيارة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي بداية لاستعادة العلاقات بين السودان والاتحاد الأفريقي. وتعول الخرطوم على تصحيح المسار وتعزيز موقفها في المنظمة القارية التي تأسست فيها منذ عقود.