سياسي مصري لـ «وادي النيل»: زيارة الرئيس السيسي إلى أسمرة تعكس استراتيجية مصرية راسخة لتعزيز التعاون في القرن الإفريقي
خاص: وادي النيل
خلال الساعات القليلة الماضية أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي توجه إلى إريتريا في زيارة رسمية.
من جانبه قال الدكتور رامي زهدي، المتخصص في الشأن الإفريقي، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الإريترية أسمرة تأتي في إطار استراتيجية مصرية تهدف لتعزيز التعاون البناء في منطقة القرن الإفريقي، والعمل على إحلال السلام ومواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، موضحًا أن إريتريا تعتبر حليفًا استراتيجيًا رئيسيًا لمصر في هذه المنطقة الحيوية، حيث تتشارك الدولتان في رؤية موحدة حول العديد من الملفات الدولية والقارية.
وأضاف زهدي في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، أن العلاقات المصرية الإريترية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد إلى فترة دعم مصر لإريتريا خلال حرب الاستقلال وحتى إعلان استقلالها في عام 1993، كما يجمع بين البلدين عدد من القواسم المشتركة، أبرزها كونهما مشاطئتان للبحر الأحمر، وكونهما من دول حوض النيل.
وشدد زهدي على أهمية الزيارة، خاصة في ظل التحركات الدبلوماسية المكثفة التي سبقتها، ومنها زيارات لمسؤولين مصريين رفيعي المستوى مثل رئيس جهاز المخابرات ووزير الخارجية. كما أن توقيت الزيارة، في ظل الصراعات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، يعكس أهمية خاصة للعلاقات بين البلدين، ويشير إلى احتمالية وجود تنسيق ثلاثي بين مصر وإريتريا والصومال، خصوصًا مع تواجد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في نفس الوقت.
أشار إلى أن مصر لم تكن يومًا بعيدة عن منطقة القرن الإفريقي، حيث كانت دائمًا حاضرة في الأوقات الصعبة قبل الفترات الإيجابية، مؤكداً مصر كانت وستظل دائمًا داعمًا لأمن واستقرار المنطقة، انطلاقًا من عقيدتها الراسخة التي تركز على إحلال الأمن والسلام والتنمية.
وفيما يخص التحديات الأمنية التي تواجه دول القرن الإفريقي، أوضح زهدي أن المنطقة تعاني من مشكلات مثل النزاعات الداخلية، والتطرف، والقرصنة، والجريمة المنظمة، مما يبرز الحاجة لدور مصري فعّال في تعميق التعاون الإقليمي والدولي. وشدد على أن الأمن القومي المصري لا ينفصل عن أمن القرن الإفريقي، مشيرًا إلى أن استقرار هذه المنطقة هو جزء هام من الأمن القومي العربي والإفريقي، وبالتالي من استقرار العالم.
واختتم زهدي تصريحاته بأن هذه الزيارة تؤكد على دور مصر كدولة تتحرك بسياسات شريفة تهدف لتعزيز التعاون مع دول المنطقة ضد أي سياسات تهدد أمن وسلم الشعوب، مؤكدًا أن مصر لن تتوانى عن استخدام جميع الأدوات المتاحة لتحقيق الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي.