علي فوزي: تهديدات حميدتي امتداد لخطاب الفوضى ولن تثني الدولة السودانية عن استكمال معركتها ضد التمرد

وصف الباحث في الشؤون العربية والإفريقية ومدير تحرير وكالة وادي النيل نيوز، علي فوزي، تصريحات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، التي لوّح فيها بمهاجمة الأبيض والولاية الشمالية، بأنها "تصريحات هستيرية تعكس حالة الانهيار الميداني لقواته في عدة جبهات"، مؤكدًا أن "محاولة نقل المعركة إلى ولايات جديدة ما هي إلا هروب للأمام بعد فشل التمرد في تحقيق مكاسب حقيقية".
وأضاف فوزي في تصريحات صحفية، أن "حميدتي يمارس سياسة الأرض المحروقة عبر خطاب تهديدي ضد المدنيين، محذرًا سكان الأبيض ومروي ودنقلا من البقاء في منازلهم، وهو ما يؤكد طبيعته الخارجة عن القانون، واستهتاره بأرواح الأبرياء في محاولة يائسة للضغط على الدولة عبر الإرهاب الإعلامي والميداني".
وفيما يتعلق باتهاماته المتكررة لمصر، قال فوزي: "هذه الادعاءات المتهافتة تكشف حجم الأزمة التي يعيشها حميدتي، وهي محاولة بائسة لحرف الأنظار عن جرائم الدعم السريع الموثقة في دارفور وكردفان"، مضيفًا أن "مصر دولة ذات سيادة لا تتدخل في شؤون الآخرين، لكنها حريصة على وحدة واستقرار السودان، وما يزعج حميدتي هو رفض القاهرة الدائم لفكرة تقسيم السودان أو تسليمه للمليشيات".
وأكد فوزي أن الجيش السوداني "لن يتراجع عن معركته الوطنية لتطهير البلاد من التمرد"، مشيرًا إلى أن الدعم السريع فقد العمق الشعبي في مناطق واسعة بعد جرائم النهب والقتل والتجنيد القسري، وأصبح يتحصن بخطابات إعلامية متوترة تحاول تغطية الفشل العسكري والسياسي.
كما عبّر عن استغرابه من حديث حميدتي عن الاستعداد لحل سياسي في الوقت الذي يهدد فيه بحرق المدن، قائلاً: "من يدهس الأسرى بالسيارات لا يمكن أن يتحدث عن السلام، ومن يرفض محادثات جدة لا يحق له الادعاء بالرغبة في التفاوض".
وختم فوزي حديثه بالتأكيد على أن "كل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات حميدتي لن تمر دون حساب، والشعب السوداني يدرك تمامًا أن ما يُعرض عليه اليوم هو مشروع تدمير ممنهج للدولة، ستسقطه إرادة المواطنين والمؤسسات الوطنية، عاجلاً أو آجلاً".