سياسي سوداني لـ «وادي النيل»: خطاب حميدتي يعكس التوتر والانقسام الحاد في السودان

سياسي سوداني لـ «وادي النيل»: خطاب حميدتي يعكس التوتر والانقسام الحاد في السودان
قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو - وادي النيل

خاص: وادي النيل 

قال الدكتور كمال دفع الله بخيت، المحلل السياسي السوداني، بإن خطاب قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يعكس بشكل واضح التوتر والانقسام الحاد في المشهد السوداني الراهن، مشيراً إلى أن الخطاب يُظهر محاولات حميدتي المستمرة لاستمالة الرأي العام وتبرير أفعال قواته منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023، والذي استهدف المواطنين بشكل رئيسي، مما أدى إلى فقدان الدعم الشعبي لقوات الدعم السريع. 

أضاف «بخيت» في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، أن خطاب حميدتي يعكس حالة من الارتباك والقلق، خاصة مع الانتصارات المتلاحقة للجيش السوداني في مناطق حيوية مثل الخرطوم بحري وأم درمان، وكذلك في مناطق أخرى مثل جبل موية والسوكي. هذه التطورات الميدانية تهدد مشروع حميدتي الشخصي في حكم السودان، وتكشف عن فقدانه السيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة قواته بالحديد والنار.

اتهامات بالتدخل الخارجي والضغط الدولي

أشار بخيت إلى أن حميدتي بدأ خطابه بتوجيه اتهامات للطيران الحربي المصري بالمشاركة في العمليات العسكرية ضد قواته، وهو ما يعكس شعوره المتزايد بالضغط الخارجي ورغبته في تحفيز الشعب السوداني ضد التدخلات الخارجية. ولكن بخيت لفت إلى أن حميدتي يبدو أنه تجاهل الحقائق حول تورط قواته في أعمال القتل والنهب وتهجير المواطنين، وهي الممارسات التي أفقدته ثقة الشعب السوداني.

القلق من فقدان النفوذ وتصاعد الاضطرابات الداخلية

وتابع بخيت قائلاً:" إن تركيز حميدتي في خطابه على الجيش السوداني واتهامه بعودة الإسلاميين إلى السلطة يعكس قلقه من خسارة نفوذه. وفي الوقت نفسه، يعتمد حميدتي في خطابه على استراتيجية تقديم نفسه كحامي للمدنيين، إلا أن هذه المحاولات تبدو هشّة وغير مقنعة، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى تورط قواته في انتهاكات واسعة".

كما أشار إلى اعتراف حميدتي بوجود اختراقات داخل قواته، وهو ما يثير مخاوفه من استغلال الإغراءات المالية وغيرها لتقويضه من الداخل، مضيفاً أن هذا القلق، إلى جانب الضغوط الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية والأوروبية على حسابات وشركات تابعة لإخوانه، يؤثر سلباً على إمكانياته العسكرية.

فقدان المصداقية والصعوبة في تقديم رؤية سياسية مستقلة

أوضح بخيت أن حميدتي يواجه صعوبة في تقديم رؤية سياسية متماسكة تُعزز موقفه على الساحة المحلية والدولية، وهو ما يزيد من هشاشة وضعه. فقد بدا واضحاً أن الخطاب يفتقر إلى أي رؤية سياسية مستقلة، خاصة مع ازدياد حدة الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، مما أفقده مصداقيته بشكل كبير.

تصعيد ضد دول إقليمية وتأثيرات سلبية

لفت إلى أن حميدتي، في خطابه، لجأ إلى التصعيد ضد دول إقليمية مثل مصر والسعودية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، مما قد يعقّد محاولاته لتحسين علاقاته الدولية ويضعه في مواجهة مباشرة مع هذه القوى، وهو ما يزيد من عزلة حميدتي على الساحة الدولية.

اختتم المحلل السياسي السوداني تصريحاته بالقول إن خطاب حميدتي يعكس حالة الارتباك والضغط النفسي الذي يعيشه قائد قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن فشله في تقديم مشروع سياسي متماسك، إلى جانب الانقسامات الداخلية في صفوف قواته، يجعل موقفه أكثر ضعفاً وهشاشة. وأضاف أن السودان يواجه مرحلة شديدة التعقيد، حيث يتطلب الأمر مراقبة التطورات المحلية والدولية عن كثب لفهم تداعياتها المستقبلية على البلاد.