تحذيرات أممية جادة: السودان بين أزمة إنسانية وتهديدات إقليمية
خاص: وادي النيل
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمام مجلس الأمن بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في السودان.
من جانبه أوضح الدكتور كمال دفع الله بخيت، المحلل السياسي السوداني، أن حديث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمام مجلس الأمن في 28 أكتوبر 2024، يعد تحذيرًا جادًا بشأن تدهور الوضع الإنساني والأمني في السودان، مع تبعات تتجاوز الحدود الإقليمية.
ويرى بخيت أن تصريحات غوتيريش تسلط الضوء على الأبعاد الإقليمية للصراع السوداني، خاصة مع تداعياته التي تمتد من منطقة الساحل إلى القرن الأفريقي، مشيرًا إلى أن هذا الصراع يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي، وليس مجرد أزمة محلية.
ويؤكد بخيت في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، أن وصف غوتيريش للأوضاع الإنسانية في السودان بـ"الكوابيس" يجسد مدى الفظائع التي يعيشها المدنيون، حيث يعانون من جرائم القتل الجماعي، الفقر المدقع، والعنف الجنسي، مضيفًا أن دعوة غوتيريش لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات يعكس حجم الأزمة الحقوقية والإنسانية في البلاد، مع ضرورة تفعيل آليات فعالة للمساءلة لتحقيق العدالة.
ويبرز بخيت من خلال حديثه تحديات التحرك الأممي، حيث أشار غوتيريش إلى غياب الظروف الملائمة لنشر قوات دولية لحماية المدنيين، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع ويُظهر عدم وجود حل قريب للأزمة. وفي ظل هذه التحديات، تظل الحاجة ملحة لتدفق المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة الملايين من المتضررين، حسبما أوضح الأمين العام.
وفيما يتعلق بتوقعات الفترة المقبلة، يرى بخيت أن حديث غوتيريش يعكس احتمالية عدة سيناريوهات منها:
1. تحركات دبلوماسية مكثفة: قد تشهد الفترة المقبلة ضغوطًا دولية لدفع الأطراف المتنازعة نحو طاولة المفاوضات، خاصة بجهود الاتحاد الأفريقي وأطراف أخرى.
2. تدهور إنساني متزايد: يظل الوضع الإنساني معرضًا للتفاقم، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لتلبية احتياجات المتضررين.
3. تأثيرات إقليمية متصاعدة: قد يؤدي استمرار الصراع إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، الأمر الذي يتطلب يقظة من دول الجوار.
4. مسار نحو المساءلة: استمرار الانتهاكات قد يدفع المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات أكثر صرامة لمحاسبة المسؤولين، مما يسهم في تحقيق العدالة للضحايا.
واختتم الدكتور كمال دفع الله بخيت بأن تصريحات غوتيريش يجب أن تؤخذ بجدية، داعيًا إلى توافق دولي فوري وتفعيل التحركات الإنسانية والدبلوماسية لتجنب المزيد من الكوارث في السودان والمنطقة بأسرها.