بعد إلغاء الاتفاق مع الإمارات .. ماذا تعرف عن ميناء أبو عمامة؟

بعد إلغاء الاتفاق مع الإمارات .. ماذا تعرف عن ميناء أبو عمامة؟
ميناء أبو عمامة - وادي النيل

تقارير: وادي النيل 

أعلن وزير المالية في حكومة بورتسودان، جبريل إبراهيم، اليوم الأحد، عن إلغاء الاتفاقية التي وُقّعت مع الإمارات بشأن مشروع ميناء "أبو عمامة" على ساحل البحر الأحمر، والتي كانت تشمل تطوير ميناء ومنطقة اقتصادية متكاملة. جاءت هذه الخطوة بعد عام من توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة السودانية وائتلاف إماراتي ضمّ مجموعة موانئ أبوظبي وشركة "أنفيكتوس" للاستثمار، في صفقة بلغت قيمتها 6 مليارات دولار.

خلال مؤتمر صحفي، أشار جبريل إبراهيم إلى أن الأوضاع الحالية في السودان تجعل الاستمرار في المشروع مستحيلاً، مؤكداً أن الحكومة السودانية لم تعد تنظر إلى هذا الاتفاق كخيار في الوقت الراهن.

مشروع أبو عمامة: البوابة الاقتصادية للسودان نحو البحر الأحمر

كان ميناء أبو عمامة يمثل خطوة طموحة لزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد السوداني، عبر إنشاء ميناء حديث ومنطقة اقتصادية على ساحل البحر الأحمر. تضمن المشروع بنية تحتية متقدمة للميناء، بالإضافة إلى مرافق صناعية وسياحية، ما كان سيوفر فرصًا جديدة للنمو التجاري والاستثماري في البلاد. وكانت التوقعات تشير إلى أن المشروع سيعزز من مكانة السودان كبوابة إقليمية للتجارة الدولية، ويوفر قناة جديدة للتصدير والاستيراد لدول الجوار الإفريقي.

الأهمية الإقليمية لميناء أبو عمامة

لم يكن المشروع يهدف إلى خدمة السودان فحسب، بل كان يُنظر إليه كفرصة للتعاون الإقليمي، حيث يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في ربط السودان بدول شرق إفريقيا التي تفتقر إلى الوصول المباشر للمحيطات. وقد كانت الخطة تتضمن تطوير شبكة النقل عبر السكك الحديدية والطرق المتصلة بالميناء، ما يسهم في تعزيز التجارة مع دول مثل إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان.

التحديات الأمنية والسياسية: معوقات أمام التنفيذ

رغم الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة للمشروع، إلا أن التوترات السياسية والاضطرابات الأمنية الحالية شكلت عائقاً كبيراً أمام تنفيذه. فقد أدى النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ اندلاعه في أبريل 2023، إلى تعقيد البيئة الاستثمارية في السودان، ما دفع حكومة بورتسودان إلى إعادة تقييم أولوياتها. جاء قرار إلغاء الاتفاق كخطوة قد تؤثر على المشاريع الاستثمارية الأخرى في المنطقة، وتثير التساؤلات حول قدرة السودان على توفير بيئة مستقرة لجذب الاستثمارات الأجنبية.

التطلعات المستقبلية: أمل في استئناف المشروع بعد استقرار الأوضاع

على الرغم من إلغاء الاتفاق، لا تزال هناك تطلعات بأن يصبح مشروع ميناء أبو عمامة واقعاً في المستقبل، خاصة في حال تمكن السودان من تجاوز أزماته الداخلية. قد يشهد المشروع إعادة تقييم وتفعيل للاتفاقيات السابقة مع شركاء دوليين، بهدف تحويل السودان إلى مركز لوجستي وتجاري على البحر الأحمر.

وإلى جانب ذلك، يتطلب هذا المشروع إعادة النظر في الجوانب القانونية والإدارية لضمان حماية الاستثمارات، وتوفير بيئة مشجعة للشراكات الاستراتيجية المستدامة. ومع تطور الأوضاع الأمنية والسياسية، يمكن أن يسهم المشروع مستقبلاً في تنويع الاقتصاد السوداني، بما يوفر فرص عمل ويعزز موقع السودان على الساحة الاقتصادية الإقليمية.

في النهاية يظل ميناء أبو عمامة من المشاريع الطموحة التي قد تسهم يوماً ما في دعم الاقتصاد السوداني وتوسيع أفقه الإقليمي، رغم التحديات الأمنية والسياسية الراهنة.