ما أسباب تقديم السودان شكوى للمجلس الأمن ضد تشاد ؟ .. خبير سوداني يجيب
خاص: وادي النيل
وسط تصاعد التوترات في السودان، تعمل الحكومة السودانية على اتخاذ خطوات مكثفة لعزل قوات "الدعم السريع" وقطع منافذ الدعم التي تستفيد منها هذه القوات. وفي هذا الإطار، قدمت الحكومة شكوى إلى مجلس الأمن تتهم فيها تشاد بتسهيل وصول الإمدادات لـ"الدعم السريع".
من جانبه قال الكاتب الصحفي السوداني عمرو شعبان إن الخطوات التي تتخذها الحكومة السودانية، بما في ذلك تقديم شكوى إلى مجلس الأمن بشأن تشاد، تأتي في إطار سعيها لإغلاق جميع منافذ الدعم والتموين لقوات الدعم السريع. وأوضح شعبان أن هذه الخطوة تستهدف الحد من استخدام الأراضي التشادية كمنطقة إمداد خلفية لهذه القوات، مما قد يؤدي إلى تعطيل المشروع البريطاني الذي يضغط على الأطراف السودانية للجلوس إلى طاولة التفاوض ووقف العدائيات.
وأضاف شعبان في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل» أن المملكة المتحدة، التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن، أكدت التزامها بالعمل على وضع إستراتيجية شاملة لوقف الحرب السودانية، مشيرًا إلى أن الأيام القليلة القادمة قد تشهد إعلانات بريطانية جديدة حول هذا المسار.
وفي سياق متصل، اعتبر شعبان أن الشكوى تأتي كجزء من مساعي الحكومة السودانية لتشتيت التركيز على الساحة الدولية بعد النجاحات التي حققها الجيش السوداني، وخصوصًا عقب انتشاره في عدة ولايات. ورأى أن هذا الانفتاح الميداني يعزز الآمال لدى الشارع السوداني بإمكانية حسم المعارك. ومع ذلك، أشار إلى أن تراجع الجيش عن بعض المناطق التي دخلها أدى إلى تعرضها لهجمات انتقامية من قبل الدعم السريع، مما سبب إحباطًا واسعًا بين السكان المحليين.
كما نوه شعبان إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الحكومة السودانية الشكاوى الدبلوماسية لتشتيت التركيز الدولي، حيث سبق لها تقديم شكوى بشأن دور الإمارات في النزاع، لكن الردود التي تلقتها اقتصرت على ردود دبلوماسية.
وفي ختام تصريحه، أشار شعبان إلى أن هذه الإجراءات قد تكون محاولة لكسب الوقت في ظل استمرار العمليات العسكرية وعدم تحقيق تقدم حاسم. كما أكد على أن مصر تنتظر موقفًا واضحًا من السودان حول سد النهضة الإثيوبي، في إشارة إلى التداخل بين عدة ملفات تؤثر على تركيز الحكومة السودانية خلال المرحلة الراهنة.