محلل سياسي: تحالف كوريا الشمالية وروسيا يهدد أمن شبه الجزيرة الكورية ويعقد توازنات المنطقة
خاص: وادي النيل
قال الدكتور كمال دفع الله بخيت، المتخصص في الشأن الكوري، بإن التحولات الجيوسياسية الأخيرة الناتجة عن النزاع الأوكراني أفرزت تحالفاً غير مسبوق بين كوريا الشمالية وروسيا، مما يشكل تحولاً استراتيجياً لافتاً في موازين القوى العالمية، موضحًا أن إرسال بيونغ يانغ وحدات من قواتها لدعم موسكو في الحرب ضد أوكرانيا، يعكس رغبة البلدين في تعزيز مواقعهما العسكرية والاقتصادية في مواجهة العقوبات الدولية والضغوط الغربية المتزايدة.
التعاون العسكري: مكاسب مزدوجة لكوريا الشمالية وروسيا
وأضاف بخيت في تصريحات خاصة لـ "وادي النيل"، أن هذا التحالف يستند إلى مصالح مشتركة، حيث تسعى كوريا الشمالية لاكتساب خبرات عسكرية جديدة من خلال دعمها لروسيا، فيما تستفيد موسكو من تعزيز قوتها البشرية على الأرض. وبيّن أن الشراكة بين البلدين قد تتجاوز التعاون العسكري، لتشمل تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية، وهو ما يُظهر استراتيجية مزدوجة لمواجهة الضغوط الغربية المفروضة على البلدين.
تداعيات مقلقة على شبه الجزيرة الكورية
وفي تعليقه على ردود الأفعال الإقليمية، أكد الدكتور كمال دفع الله بخيت أن هذه التطورات تثير قلقاً كبيراً في كوريا الجنوبية، حيث بدأت الحكومة في سيول بدراسة إمكانية تقديم دعم عسكري لأوكرانيا، وهي خطوة تُعد تغيراً في سياستها التي تركزت سابقاً على المساعدات الإنسانية. وأضاف أن تصريحات الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، بشأن احتمال إرسال أسلحة إلى كييف أثارت انقساماً بين مؤيدي الدعم العسكري لأوكرانيا ومعارضيه الذين يخشون من التداعيات السلبية على الأمن الوطني.
مخاطر وتحذيرات من تصاعد التوترات
وأكمل أن التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لافتاً إلى أن أي خبرات أو تقنيات عسكرية قد تكتسبها بيونغ يانغ خلال النزاع الأوكراني قد تزيد من حدة التوترات مع كوريا الجنوبية، وقد تدفع سيول نحو تعزيز قدراتها العسكرية، مما ينذر بسباق تسلح إقليمي يهدد الأمن والسلم في المنطقة.
سيناريوهات مستقبلية: خيارات صعبة وتحديات معقدة
وأوضح الدكتور كمال دفع الله بخيت عدداً من السيناريوهات المتوقعة نتيجة لهذا التحالف:
1. تصاعد التوترات الإقليمية: يرى الدكتور بخيت أن التحالف العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية، مما يستدعي من كوريا الجنوبية اتخاذ تدابير دفاعية أكثر صرامة.
2. تعزيز العلاقات الروسية-الكورية الشمالية: من المرجح، وفقاً للدكتور بخيت، أن تستمر العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ في التطور، وقد تصل إلى توقيع اتفاقيات دفاعية مشتركة، مما يعكس تحولاً نوعياً في سياسات الأمن لكلا البلدين.
3. زيادة الضغوط الدولية: يتوقع الدكتور بخيت أن يزيد هذا التحالف من عزلة البلدين، إذ قد يؤدي إلى فرض عقوبات دولية جديدة أو تجديد العقوبات المفروضة، ما يعزز التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ في مواجهة التحديات المشتركة.
واختتم المتخصص في الشأن الكوري تصريحاته مؤكداً أن هذا التحالف بين كوريا الشمالية وروسيا يحمل تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي، حيث يُظهر عزم بيونغ يانغ على تعزيز قوتها العسكرية، مشيرًا إلى أن هذا الواقع يُعقد الخيارات أمام كوريا الجنوبية التي قد تضطر لاتخاذ خطوات دفاعية أكثر جدية للتعامل مع هذا التهديد المتصاعد.
ودعا الدكتور بخيت المجتمع الدولي إلى التعامل بحذر مع هذه التطورات لتفادي انزلاق المنطقة نحو نزاع واسع النطاق قد تكون له آثار وخيمة على السلم والأمن العالميين.