الصومال| اغتيال مسؤول استخباراتي إثيوبي في لاسعانود

لاسعانود- وادي النيل
لقي مسؤول بارز في جهاز الاستخبارات الإثيوبي مصرعه في ظروف غامضة عقب تعرضه لعملية اختطاف في مدينة لاسعانود بمحافظة صول، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وإعلامية متطابقة، في حادثة أثارت مجددًا المخاوف بشأن تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة المتوترة.
الضحية، فارح عيديد جامع بريس، الذي كان يعمل تحت غطاء دبلوماسي في القنصلية الإثيوبية بمدينة جاروي، وُصف بأنه شخصية بارزة في مراقبة تحركات المواطنين الإثيوبيين في بونتلاند، في إطار مهام وصفت بأنها ذات طبيعة استخباراتية معقدة.
ويحمل فارح، المنحدر من القومية الصومالية الإثيوبية، سجلًا حافلًا من التنقل بين الفاعلين الأمنيين في المنطقة، إذ تشير المعلومات إلى أنه سبق وانتمى إلى جهاز استخبارات حركة الشباب قبل أن ينشق عنها وينضم لاحقًا إلى الاستخبارات الإثيوبية.
وتشير التفاصيل الأولية إلى أن فارح اختُطف من داخل منزله في لاسعانود، وعُثر لاحقًا على جثته على أطراف المدينة، وعليها آثار تعذيب، ما يرجح أن العملية كانت مدبرة ومحكمة. كما لفتت التحقيقات إلى قيام المنفذين بتوثيق الجريمة والاستيلاء على هواتف الضحية، في سلوك يحمل بصمات تنفيذ استخباراتي دقيق.
مصادر خاصة أكدت أن فارح كان قد نجا من محاولة اغتيال سابقة نفذتها عناصر يُعتقد بانتمائها لحركة الشباب، ما يعزز فرضية أن الجماعة كانت تتابعه عن كثب منذ انشقاقه عنها. وقد نُقل مؤخرًا إلى جاروي ضمن تحركات دبلوماسية لحمايته، غير أن تلك الترتيبات لم تمنع استهدافه مجددًا.
وفي أول تعليق رسمي، صرح المدعي العام لإدارة خاتمو، عبد الله حرسي علمي، بأن فارح كان مستهدفًا من قبل الجماعة منذ انشقاقه، محذرًا من تزايد نشاط عناصرها داخل المدينة، في ظل ما وصفه بضعف الاستقرار الأمني.
ورغم فداحة الحادثة، لم تُصدر إدارة خاتمو بيانًا تفصيليًا بشأن ملابسات الجريمة أو الجهة المسؤولة عنها حتى لحظة إعداد التقرير، ما يفتح الباب أمام تكهنات بضلوع أطراف متعددة ترتبط بشبكات التجسس والتحالفات الأمنية المتشابكة في الإقليم.
ويعكس اغتيال فارح واقعًا أمنيًا متدهورًا في محافظة صول، حيث تتقاطع مصالح قوى إقليمية وحركات مسلحة وأجهزة استخبارات أجنبية، ضمن مشهد تتسم فيه التوازنات بالهشاشة والاضطراب، ما يجعل من المسؤولين الأمنيين أهدافًا مباشرة في هذا الصراع المفتوح.