السيسي: شراكة استراتيجية بين مصر واليونان لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي

القاهرة: وادي النيل
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرص مصر على ترسيخ شراكتها الاستراتيجية مع اليونان، مشيداً بالعلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين ودور اليونان في دعم المواقف المصرية داخل المحافل الأوروبية، خاصة خلال الفترات الصعبة.
جاء ذلك خلال زيارة الرئيس السيسي الرسمية إلى العاصمة اليونانية أثينا، حيث التقى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في مقر رئاسة الوزراء. وشهد اللقاء جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، تلاها مأدبة غداء رسمية أقامها رئيس الوزراء اليوناني تكريماً للرئيس المصري.
وقال الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني: "اليونان لعبت دوراً كبيراً في توضيح وجهة نظر مصر للاتحاد الأوروبي، ولن ننسى هذا الموقف الداعم، الذي يعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعبين".
ملفات إقليمية ودولية
وأوضح الرئيس السيسي أن المباحثات تناولت مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، وعلى رأسها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكد الجانبان ضرورة استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للقطاع بكميات كافية.
وشدد الرئيس السيسي على الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً "رفض وإدانة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه تحت أي ذريعة"، وداعياً إلى "تسوية عادلة وشاملة تضمن استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف: "ما يحدث في قطاع غزة من تدمير للبنية الأساسية يتطلب تحركاً عاجلاً لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ونؤكد أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
مشاريع استراتيجية مشتركة
وأعلن الرئيس السيسي عن توقيع "الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان"، معتبراً إياه "خطوة فارقة في مسار العلاقات الثنائية، تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق في كافة المجالات".
وأكد الرئيس السيسي أهمية مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، قائلاً: "هذا المشروع يمثل أول ربط مباشر للطاقة النظيفة القادمة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، ونتطلع إلى دعم الاتحاد الأوروبي له وتسريع خطوات تنفيذه".
كما أشار إلى بحث توسيع نطاق التعاون ليشمل الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والسياحة، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، فضلاً عن تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
رسالة بشأن دير سانت كاترين
وفي سياق متصل، حرص الرئيس السيسي على توجيه رسالة مباشرة بشأن ما أثير حول دير سانت كاترين، قائلاً: "أرفض بشدة الأقاويل المغرضة التي تدعي أن مصر قد تتخذ إجراءً سلبياً تجاه الدير. هذا يتعارض مع ثوابت الدولة المصرية التي تحترم التنوع والتعدد، ولدينا التزام أبدي تجاه تعاقد الدولة مع الدير".
وأضاف: "عندما تم حرق 65 كنيسة من قبل المتطرفين، أعادت الدولة بناءها، ونبني كنائس في كل حي، ولو كان في مصر يهود، لكنا بنينا لهم معابد. لا يمكن السماح بالمساس بالعلاقات مع اليونان بسبب شائعات لا أساس لها".
مجلس تعاون رفيع المستوى
وشهدت الزيارة أيضاً ترؤس الرئيس السيسي ورئيس الوزراء اليوناني الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، والذي ناقش مسار التعاون الثنائي والموقف التنفيذي للمشروعات المشتركة، وفي مقدمتها مشروع الربط الكهربائي.
وأكد الرئيس السيسي خلال الاجتماع أن المجلس "يمثل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، ويعزز التواصل والتنسيق الوثيق بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، ويدعم التعاون الاقتصادي والتنموي وتبادل الخبرات والتكامل في مجالات حيوية".
جهود إقليمية
واختتم الرئيس السيسي تصريحاته بالتأكيد على أهمية التعاون في شرق المتوسط، قائلاً: "نرحب بجهود التهدئة الحالية في شرق المتوسط، ونأمل في استثمار هذه الأجواء الإيجابية لحل الخلافات وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية لصالح شعوب المنطقة".
وأضاف: "تبادلنا الرؤى حول التطورات في سوريا، ولبنان، وليبيا، والسودان، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، فضلاً عن الأزمة الروسية الأوكرانية، وأكدنا أهمية تسوية النزاعات بالوسائل السلمية".
واختتم الرئيس السيسي: "نلتزم بتعزيز التعاون مع اليونان، واثقون بأن مجلس التعاون رفيع المستوى سيكون منصة فاعلة لترسيخ شراكتنا الاستراتيجية، بما يعود بالنفع على شعبينا ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة".