أسامة بوب يكتب .. حينما يتحول القلم و الطبشيرة لنداءات لإيقاف الحرب في السودان
بقلم: أسامة عبد الماجد بوب
بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا، ما زالت الحرب السودانية تمزق البلاد، مدمرة كل ما تبقى من حياة وزرع. حرب لا تترك خلفها إلا الموت والخراب، وقد ارتقت فيها أرواح أكثر من خمسة عشر ألف شهيد، وتشرد بسببها ملايين من الناس بين نازحين ولاجئين، فاقدين حصاد سنوات عمرهم وما ورثوه عن أجدادهم. الأفق لا يحمل أي بارقة أمل في نهاية قريبة لهذا الدمار والنزيف.
*الوطن كله يصرخ بلا للحرب*، إلا القتلة والمجرمون الذين يسعون للثراء على حساب جثث الشهداء. هؤلاء الذين يقفون ضد السلام، ويرفضون التفاوض بذريعة هزيلة ومختلقة، يسعون لإرهاب قادة الانقلاب وسلطة الأمر الواقع، ويتصارعون في الخفاء على كراسي السلطة، بحثًا عن بريق الذهب أو خوفًا من الحساب.
ومع استمرار هذا الصراع الطويل والمرير، تتدخل رسل السلام لمحاولة وضع حد للعنف. ها هي الطباشير تكتب على السبورة "حباب السلام" وترسم حمامتين وغصن زيتون أخضر، حين ينادي المعلمون بإيقاف الحرب ويحثون على ضرورة حماية الطفولة ومستقبل البلاد.
الآن يدخل الصحفيون، بنقابتهم الشرعية، إلى ساحة السلام، مستخدمين أقلامهم كأدوات لنشر رسالة "لا للحرب". من خلال حملة إعلامية ناجحة، تمكنت نقابة الصحفيين من إزالة الكثير من الضباب الناتج عن دخان القنابل وبقايا شظايا المدافع.
الطباشير والقلم أصبحا جناحي سلام لنشر الأمان في ربوع البلاد. الأطفال والشباب يعيشون حالة من الضياع، فلا مدارس ولا جامعات ولا صحف ولا كتب. وهذا هو الخسران الأكبر.
الحرب يجب أن تتوقف، لا للحرب، نعم للسلام.