هل يتم محاسبة المتورطين في الاغتصاب الجماعي الذي حدث في السودان؟
خاص _ وادي النيل
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تحولت العديد من المناطق إلى أنقاض بسبب القصف. امتد الصراع إلى أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك دارفور، مما تسبب في نزوح أكثر من 6 ملايين سوداني داخلياً و1.5 مليون خارج البلاد، وترك أكثر من نصف السكان يواجهون خطر المجاعة.
وفقاً لتقرير هيومن رايتس ووتش الصادر في 29 يوليو 2024، تعرضت النساء والفتيات في الخرطوم لأعمال اغتصاب واسعة النطاق، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والزواج القسري، والاستعباد الجنسي.
وأشارت المنظمة إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت هذه الجرائم في الأحياء السكنية، بينما منع الطرفان المتحاربان النساء من الحصول على المساعدات الضرورية.
من جانبه قال المحلل السياسي السوداني كمال إدريس، إن أثناء الحرب تتوقف القوانين وتتعطل اللوائح التي تنظم حياة الناس ويصبح كل ممنوع متاحًا وكل نشاز ممكنًا. الشعب السوداني بطبيعته طيب وينفر من أفعال "العيب"، لكن هذه الحرب القاسية لم تترك للإعلام المحترف مجالًا لممارسة دوره، فغابت الحقائق تحت ركام الرصاص، ولم يبق إلا كاميرات هواتف بعض الهواة من المسلحين لتوثيق ما يحدث.
وأضاف "إدريس" لـ "وادي النيل"، في ظل هذا الغياب شبه التام للإعلام، تنتشر خروقات لأفعال "العيب" بما فيها تعرض النساء للانتهاكات، ولكن غياب الإحصائيات الموثوقة يجعل من الصعب تقدير حجم هذه الانتهاكات، الصور والتسجيلات المتوفرة، والتي تتحكم فيها كاميرات الهواة من المتحاربين، تظل محدودة ومتفرقة.
أكمل، لقد سُجلت حالات انتهاكات ضد النساء، وهذا متوقع في حرب عمياء مثل هذه ولكن لا توجد إحصاءات دقيقة أو أدلة موثقة تدعم هذه الوقائع، ما يظهر عبر كاميرات العسكر في الجانبين هو الأيدي والأصابع مرفوعة بالتكبير، دون أن نعرف من هو مع الله ومن هو مع الشيطان، لكن يمكن الثقة بوجود ضحايا مدنيين أبرياء وقعوا في طريق الرصاص.
أشار المحلل السياسي السوداني إلى أن هذا الجو المعكر بالرصاص، يبدأ أصحاب الغرض الترويج لأجنداتهم السياسية المعيبة، لكن وعي الناس كفيل بتكسير هذه الادعاءات الباطلة، على سبيل المثال، انتشر فيديو لمغترب يتحدث عن عشرات الفتيات المحتجزات لدى "الدعم السريع" بتسعيرة معلنة، لكن خلفية الرجل السياسية وتاريخه كشفا زيف ادعائه.
اختتم، لم يسند ادعاءه بأي لقطات، وتم تصنيفه كجزء من محاولة دفع نحو استمرار الحرب التي تلتهم كل شيء والأخطر بوادر مجاعة لم يشهد لها الإقليم مثيلا.