هل يوجد أطراف خفية وراء إطالة أمد الحرب في السودان؟
خاص: وادي النيل
يشهد السودان واحدة من أعنف النزاعات في تاريخه الحديث، حيث يتصاعد التوتر بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع، ما يترك آثارًا مدمرة على البلاد وسكانها.
يتداخل في هذا الصراع عوامل داخلية وخارجية، حيث تسعى بعض الأطراف لتحقيق مصالحها الخاصة، مما يزيد من تعقيد المشهد. وفي ظل هذا الواقع المأساوي، يبرز السؤال حول مستقبل السودان، وما إذا كان بإمكانه تجاوز هذه الأزمة لتحقيق السلام والاستقرار الذي طال انتظاره.
من جانبه قال الدكتور كمال دفع الله بخيت، المحلل السياسي في الشأن السوداني، إنه من الواضح أن هناك قوى داخلية وخارجية قد تستفيد من استمرار الحرب في السودان، مما يفرض ضرورة التصدي لهذه الأجندات المخفية والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، يتخذ الصراع في السودان شكله بين طرفين رئيسيين: الجيش الوطني وقوات الدعم السريع التي كانت تابعة له في السابق. يُظهر الجيش الوطني كمؤسسة مهنية تضم جميع الأطياف الاجتماعية في السودان، بينما تُعرف قوات الدعم السريع بأنها قوة شبه نظامية مسلحة ذات تكوين قبلي، مدعومة ديموغرافيًا من امتداداتها القبلية في دول الجوار السوداني في وسط وغرب إفريقيا.
أضاف «بخيت» لـ «الفجر»، أن قوات الدعم السريع تورطت في أنشطة مليشياوية عنيفة تشمل التعذيب والقتل والنهب واحتلال المنازل بطرق غير مسبوقة في التاريخ الحديث للسودان، وهذا ما جعلها غير مرغوب فيها شعبيًا، ما يدعم موقف الجيش والحكومة السودانية في سعيهما لتنفيذ إعلان جدة كحل لإنهاء الحرب وإخراج قوات الدعم السريع من المواقع المدنية.
وعلى الرغم من نفيها، يُشار المحلل السياسي إلى تدخل الإمارات لصالح قوات الدعم السريع، في حين يُعتبر دعم روسيا وإيران للجيش الوطني عاملًا مؤثرًا في تعقيد الصراع، يُضاف إلى ذلك الخلفيات الثقافية والعسكرية التي تزيد من حدة التوترات. وفي هذا السياق، يُعد الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية السبيل الأمثل لإنهاء الصراع وتعزيز الاستقرار في السودان والمنطقة.
تابع حديثه قائلاً:" يتطلب إنهاء العوامل التي تُؤجج الصراع وتعزز الانقسامات في السودان تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة. ويجب على القوى السياسية الداخلية والمجتمع الدولي العمل بشكل متناسق لدفع عمليات السلام والمصالحة قدمًا. إن تحقيق السلام واستعادة الاستقرار في السودان ضرورة إنسانية وشرط أساسي للتنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي".
واختتم المحلل السياسي السوداني،من خلال الموازنة بين العدالة والمصالحة وتعزيز قيم النزاهة وحقوق الإنسان، يمكن للأطراف المعنية العمل معًا لبناء مستقبل أفضل للسودان، بإرساء ثقافة السلام والتعايش والتسامح، يمكن التغلب على التحديات الحالية وتحقيق مستقبل مزدهر لجميع أبناء السودان.