ماذا لو قام الدعم السريع بتشكيل حكومة موازية في السودان؟
خاص: وادي النيل
مع تصاعد الصراع في السودان، تداولت تقارير تشير إلى أن قوات الدعم السريع تسعى لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها. تأتي هذه الخطوة في إطار محاولات الدعم السريع لتعزيز سيطرتها في ظل استمرار النزاع مع الجيش السوداني، حيث تتصارع القوى المختلفة على السلطة في عدة مناطق من البلاد.
وقد أثار الحديث عن تشكيل حكومة من الدعم السريع تساؤلات حول مستقبل العملية السياسية في السودان، حيث ينذر هذا التطور بتعقيد أكبر للأزمة المستمرة.
تشكيل حكومة
لوّح الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، باحتمالية إعلان حكومة موازية في العاصمة السودانية الخرطوم، في حال استمر تعنت قيادات الجيش ورفضهم للتفاوض. وأوضح طبيق، في منشور على منصة إكس، أن تصعيد الجيش للحرب قد يدفع قوات الدعم السريع إلى اتخاذ خطوة تشكيل حكومة جديدة في الخرطوم.
وأشار طبيق إلى أن هذه الحكومة ستعمل على حماية المدنيين ونزع الشرعية عن رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان. كما أوضح أنها ستسعى لإقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول، إلى جانب عقد صفقات لشراء طائرات حربية وأنظمة دفاع جوي حديثة لتحييد طيران الجيش السوداني. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تأسيس نظام مصرفي في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وأكد طبيق أن جميع الخيارات مفتوحة أمامهم في الأسابيع القادمة، ما يشير إلى احتمالات متزايدة لتصعيد الصراع في السودان.
من جانبه، قال المحلل السياسي السوداني كمال إدريس في تصريحات خاصة لـ«وادي النيل» إن الأوضاع في السودان تتجه نحو سيناريو كارثي بسبب الكوارث الطبيعية والصحية التي تواجه البلاد. وأوضح إدريس: "لن يحدث شيء، لأن الوضع ببساطة بعيد عن الواقع وعن الخيال". وأضاف لاحقاً: "السودان يواجه الآن موتاً جماعياً مجانياً نتيجة السيول وانتشار الأوبئة، ولم يعد الناس يهتمون بمن يتولى الحكم".
تأتي هذه التصريحات في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها السودان، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول، إلى جانب تفشي الأمراض والأوبئة. ويرى إدريس أن أولويات السودانيين الآن تتركز على البقاء على قيد الحياة وتجاوز هذه الأزمات، بدلاً من الانشغال بالصراعات السياسية ومن يتولى الحكم.