سياسي سوداني لـ«وادي النيل»: استمرار الحرب في السودان رهان خاسر ويعمق معاناة المدنيين

سياسي سوداني لـ«وادي النيل»: استمرار الحرب في السودان رهان خاسر ويعمق معاناة المدنيين
الحرب في السودان

خاص: وادي النيل 

 المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد، إن الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من سبعة عشر شهراً بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، تشير إلى استحالة تحقيق أي طرف لانتصار حاسم، على الرغم من التقدم الميداني الظاهر لصالح قوات الدعم السريع.

وفي تصريحات خاصة لـ"وادي النيل"، أضاف أبو زيد أن القوات المسلحة السودانية تُصر على مواصلة الحرب ورفض التفاوض، موضحاً أن هذا الموقف يعكس سيطرة الإسلاميين على مركز القرار في الجيش. وأشار إلى أن الإسلاميين يخشون أن تؤدي المفاوضات إلى عملية سياسية تخرجهم من المشهد السياسي، وهو أمر يحظى بقبول واسع من القوى السياسية والمدنية السودانية، إضافة إلى دعم دولي وإقليمي، كما أكد المبعوث الأمريكي توم بريلو في عدة مناسبات. وأكد بريلو أن الولايات المتحدة تحترم رغبة الشعب السوداني في عدم رؤية طرفي النزاع والنظام السابق في المشهد السياسي القادم.

وأشار أبو زيد إلى أن الأوضاع الداخلية المتدهورة، بما في ذلك تردي الوضع الإنساني والظروف المعيشية القاسية وانتشار الفيضانات والسيول والأمراض والمجاعة، لا تدعم استمرار الحرب. وأضاف أن الرفض الشعبي للحرب يتزايد بشكل واضح، مستشهداً بزيارة البرهان للمناطق المتأثرة بالسيول في الولاية الشمالية، حيث عبّرت امرأة من قرية قوز الهندي عن رفضها العلني للحرب، مما جعل البرهان يقف صامتاً أمام صوت الأغلبية الرافضة للحرب.

وأكد أن قيادة الجيش تعتمد في رفضها للتفاوض داخلياً على دعم الإسلاميين، وخارجياً على تقاربها مع روسيا وإيران في الحصول على إمدادات الأسلحة، وهو موقف يثير قلق الشركاء الإقليميين والدوليين الذين يرفضون استمرار الحرب ويدعون إلى انضمام الجيش لمفاوضات جنيف. وأضاف أن مفاوضات جنيف تعد المنبر الوحيد الذي يجمع بين إرادات الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً.

وشدد المحلل السياسي على أن استمرار الحرب يُعد رهاناً خاسراً وجريمة كبرى بحق الشعب السوداني، مشيراً إلى أن المدنيين العُزل هم الأكثر تأثراً بنيران الحرب، وأن استمرار القتال يؤدي إلى المزيد من الدمار وسفك الدماء، ويهدد سيادة السودان ووحدة أراضيه، خاصة مع ظهور توجهات نحو التقسيم، رغم نفي الطرفين لذلك.

وأضاف أن كلا الطرفين المتحاربين يعاني من الإرهاق والضعف، مما يجعل تحقيق الحسم العسكري أمراً صعباً. وأوضح أن الجيش لا يعتبر الظروف الحالية ملائمة للاستجابة لدعوات السلام والتفاوض، خاصة مع تقدم قوات الدعم السريع ميدانياً وسياسياً، ونجاحها في إحراز تقدم في المسار الإنساني الذي يهدف إلى وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، بينما يظل الجيش غائباً عن مفاوضات جنيف.

وختم أبو زيد بأن استمرار الحرب يعتمد على مدى الضغوط الدولية والخيارات المتاحة أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة، وكذلك على استمرار دعم الأطراف الدولية للجيش. وأضاف أن الأوضاع الداخلية تشهد تململاً حتى في مناطق سيطرة الجيش، كما حدث في كسلا والعابدية، وهو ما قد يمتد إلى مناطق أخرى. وأكد أن الرهان المستقبلي يكمن في الإرادة الشعبية الواسعة والرغبة الدولية في إنهاء الحرب وهزيمة دعاة الصراع وداعميه.