الجنينة بعد عام ونصف من الحرب: شهادة لاجئة تروي معاناة المدنيين

الجنينة بعد عام ونصف من الحرب: شهادة لاجئة تروي معاناة المدنيين
الجنينة

تقارير: وادي النيل 

تحولت مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، إلى مدينة أشباح بعد أن اجتاحتها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قبل عام ونصف، الأحداث التي بدأت بحي الجمارك، انتهت بواحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في تاريخ السودان، حيث قُتل نحو 15 ألف شخص، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة. من بين الضحايا كان والي الولاية خميس أبكر، الذي تم التمثيل بجثته بطريقة بشعة، فيما تُركت مئات الجثث ملقاة في شوارع المدينة.

رحلة الرعب نحو النجاة

آمال موسى، لاجئة سودانية من الجنينة، تحدثت عن رحلتها المرعبة إلى مدينة أدري التشادية، الواقعة على بعد 28 كيلومترًا من الجنينة. في مقابلتها مع "راديو دبنقا"، وصفت آمال مشاهد مرعبة من الجثث الملقاة على طول الطريق، وتعرضت هي نفسها للتهديد والعنف أثناء محاولتها النجاة مع عائلتها. وفي إحدى نقاط التفتيش، شهدت آمال ذبح ثلاثة شبان أمامها، وأُجبرت النساء على المشي فوق جثثهم تحت تهديد السلاح.

التطهير العرقي والانتهاكات

وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، ارتكبت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها جرائم تطهير عرقي في مدينة الجنينة، بما في ذلك دفن جماعي لعشرات الضحايا من قبيلة المساليت. كما تم إحراق معسكرات النازحين وتدمير الأحياء السكنية، بينما نُهبت الأسواق والمرافق الحيوية في المدينة.

مأساة شخصية

آمال فقدت زوجها خلال الهجوم، وما زال مصيره مجهولًا. تعرضت هي نفسها للضرب المبرح وتم تقييدها، فيما شهدت اغتصاب فتاة على أيدي المسلحين في الشوارع. رغم أنها تمكنت من الهروب والوصول إلى تشاد، إلا أن آثار الصدمة النفسية ما زالت تلاحقها.

المعاناة في معسكرات اللاجئين

أوضحت آمال أن الحياة في معسكرات اللاجئين في تشاد صعبة للغاية، حيث يعيش الآلاف في ظروف غير إنسانية. وطالبت المنظمات الدولية بتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية، خصوصًا للنساء والأطفال، مشددة على ضرورة حماية النشطاء الذين يواجهون التهديدات بسبب محاولاتهم نقل الحقيقة.

تحقيق دولي

في ديسمبر 2023، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور، متهمة إياه بارتكاب جرائم تطهير عرقي. كما فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا في الجرائم المرتكبة خلال الصراع في دارفور، بينما تنفي قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن هذه الانتهاكات وتلقي باللوم على أطراف أخرى.

ختامًا

مع استمرار الحرب والصراع، يبقى اللاجئون في تشاد يأملون في استعادة ديارهم وكرامتهم، في انتظار أن ينتصر الجيش السوداني على المليشيات المتحالفة مع الدعم السريع، بحسب آمال موسى التي تطالب بإغلاق الحدود الغربية السودان لوقف تدفق الأسلحة والمرتزقة.