الأمم المتحدة تحذر من "خسارة كارثية" في الأرواح بالسودان بسبب الجوع والنزوح وتفشي الأمراض
واشنطن: وادي النيل
حذرت الأمم المتحدة من مخاطر حدوث "خسارة كارثية" في الأرواح بالسودان، بسبب التزايد المقلق للجوع والنزوح وتفشي الأمراض. وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقريره الأخير أن البلاد تشهد "عاصفة مثالية" تهدد حياة الملايين، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية.
ويسعى برنامج الأغذية العالمي إلى الوصول إلى 8.4 مليون شخص بحلول نهاية العام للتغلب على الجوع، مشيراً إلى أنه نجح حتى الآن في مساعدة أكثر من 5 ملايين شخص، بينهم 1.2 مليون في منطقة دارفور. وتواصل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جهودها بتوفير إمدادات التغذية المنقذة لحياة 215 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
مع استمرار المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، تزداد معاناة المدنيين، خاصة في الفاشر، حيث يفر الآلاف نحو مناطق نائية يفتقرون فيها إلى الغذاء والرعاية الصحية. ويشير التقرير إلى أن الأطفال يشكلون نصف النازحين، الذين تجاوز عددهم 10 ملايين منذ اندلاع الصراع العام الماضي، بينما عبر مليونا نازح إلى دول الجوار.
وتسعى مفوضية اللاجئين لتقديم الحماية ونقل الوافدين الجدد إلى أماكن أكثر أماناً، إلا أن نقص التمويل، والفيضانات، وانعدام الأمن يعيق هذه الجهود. تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2024 لا يزال متدنياً، إذ تلقت نحو 1.3 مليار دولار فقط من أصل 2.7 مليار دولار مطلوبة.
وفي تطور منفصل، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن أكثر من 113 شاحنة مساعدات دخلت السودان من تشاد عبر معبر أدري منذ إعادة فتحه، محملة بالغذاء والمستلزمات الطبية والمأوى. ومن المقرر أن يُعقد حدث وزاري رفيع المستوى في 25 سبتمبر لمناقشة الأزمة المتصاعدة في السودان، بمشاركة عدة دول ومنظمات دولية.
وأكدت الأمم المتحدة أن نحو 25 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مع استمرار خطر المجاعة والنزوح الجماعي، مما يتطلب جهوداً دولية أكبر لتفادي كارثة إنسانية غير مسبوقة.