سياسي سوداني يكشف لـ«وادي النيل» دوافع الجيش السوداني للسيطرة على الخرطوم
خاص: وادي النيل
أوضح المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد، أن الجيش السوداني يسعى للسيطرة على العاصمة الخرطوم لأسباب استراتيجية ورمزية بعد مرور عام ونصف على اندلاع الحرب في السودان. وأكد أن قوات الدعم السريع كانت تسيطر على معظم أرجاء العاصمة المثلثة، بما في ذلك مقرات الجيش والمراكز الحكومية، حيث ظل بعضها تحت الحصار. هذه السيطرة أدت إلى إحراج كبير للجيش، الذي على الرغم من امتلاكه لتفوق نوعي في سلاح الجو والمدرعات، لم يتمكن من إحداث تغيير كبير على أرض المعركة لصالحه.
وأشار أبو زيد في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، إلى أن هذا الوضع أجبر السلطات على نقل العاصمة الإدارية إلى بورتسودان، حيث انتقلت معها جميع الوزارات والمصالح الحكومية، بينما بقيت القيادة العامة للجيش تحت الحصار.
أهمية الخرطوم للجيش السوداني
وأضاف المحلل السياسي أن الخرطوم تمثل رمزية كبرى للجيش على مستويات مختلفة؛ فهي عسكريًا تضم القيادة العامة وقيادات الأسلحة المختلفة، وسياسيًا تعد مركز السلطة ومؤسسات الدولة. أما اقتصاديًا، فهي تمثل مركز الثقل الاقتصادي للبلاد، بما تشمله من مصانع، شركات، مؤسسات تجارية، وبنوك. علاوة على ذلك، فهي تمثل مركز القيادة الأمنية والثقل السكاني الكبير.
منذ بداية الحرب، حاول الجيش استعادة السيطرة على المواقع التي احتلتها قوات الدعم السريع، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، رغم نجاح بعض كبار قادة الجيش في الهروب من حصار القيادة العامة.
الوضع العسكري في أم درمان والخرطوم بحري
أوضح أبو زيد أن الوضع العسكري في أم درمان أفضل منه في الخرطوم والخرطوم بحري، حيث ظلت منطقة وادي سيدنا العسكرية بعيدة عن قدرة الدعم السريع على استهدافها. هذا التفوق العسكري في أم درمان شجع الجيش على وضع خطط لاستعادة السيطرة على مدينتي الخرطوم وبحري، اللتين تقعان تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
الرمزية والتحديات الأمنية
وأضاف أن الخرطوم، برمزيتها كعاصمة، تعد جزءًا أساسيًا من تأكيد الجيش لقوته وبث الروح المعنوية بين الجنود والشعب على حد سواء. وأشار إلى أن كل المحاولات السابقة للسيطرة على العاصمة باءت بالفشل، بدءًا من محاولة المعارضة السودانية في يوليو 1976 وحتى محاولة حركة العدل والمساواة في 2008 بقيادة خليل إبراهيم.
وأوضح محمد الأمين أبو زيد أن الحرب في الخرطوم تشكل تحديًا أمنيًا كبيرًا للجيش السوداني، خاصة أنها تعد أول حرب مدن يخوضها على نطاق واسع. ولذلك، فإن الجيش لا يستطيع التخلي عن العاصمة أو التسليم بسيطرة قوات الدعم السريع عليها، رغم الكلفة الباهظة التي قد تترتب على تحريرها.