ضياء الدين يكتب: إيران و إسرائيل لعبة الشد و الجذب
بقلم: محمد ضياء الدين
تبدو العلاقة بين إيران وإسرائيل مرتبة تحت الرعاية الأمريكية ، حيث تُظهر التصريحات والأحداث الأخيرة أن كلا الطرفين لا يسعى لتحقيق تصعيد حقيقي في الصراع.
كل الدلائل تشير إلى أن إيران ليست جادة في قصف إسرائيل بالصواريخ، إذ إن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة تشير إلى أن إسرائيل تستطيع معرفة موعد انطلاق الصواريخ التي نزعت عنها الرؤوس المتفجرة ، وكذلك نوعها ومكان سقوطها. هذه الديناميكية توحي بأن هناك تنسيقا ضمنيا مع الولايات المتحدة الامريكية ، التي تُعتبر حليفا استراتيجيا لإيران وإسرائيل معا .
الرشقات الصاروخية المحدودة، لا تخرج عن كونها مجرد ألعاب نارية، تُستخدم لتوجيه رسائل معينة دون التسبب في تصعيد يخرج عن السيطرة.
كما من المتوقع أن ترد إسرائيل على أي هجمات بطريقة محسوبة، مما يُظهر رغبة الطرفين في تجنب المواجهات الواسعة،حيث يتم ذلك ضمن إطار استراتيجي يتيح لكل منهما الخروج بصورة المنتصر، مما يتيح لهم التركيز على قضاياهم الداخلية وتحدياتهم الإقليمية، في فلسطين ولبنان والعراق وكامل المنطقة .
إضافة إلى ذلك، يساهم هذا السلوك (التنسيق وتحديد هامش المناورة) في تعزيز استراتيجيات كلا الطرفين في الإقليم ، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الصراعات في المنطقة وأهمية التحالفات غير المتوقعة وأثرها على جملة المشهد الدراماتيكي الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية بكامل أدواتها، رغم ما قد يبدو للبعض من خلافات بين حلفائها .