مستشار قائد الدعم السريع يكشف خفايا الحرب وأطماع القائد
بورتسودان: وادي النيل
أعلن الدكتور عبدالقادر إبراهيم علي محمد، مستشار قائد مليشيا الدعم السريع ومسؤول ملف شرق السودان والمنظمات، انسحابه رسميًا من مليشيا الدعم السريع خلال مؤتمر صحفي عقد في بورتسودان بفندق الربوة، كاشفًا عن انسلاخ قيادات أخرى من المجلس الاستشاري للمليشيا. وصرّح بأن هذه الخطوة تأتي رفضًا للممارسات التي تستهدف وحدة الشعب السوداني، ومشددًا على أن "هذا الموقف الوطني" اتُخذ رغم الضغوطات الكبيرة التي تعرضوا لها من قبل قيادات المليشيا.
وأشار عبدالقادر إلى أن انسلاخهم جاء بعد محادثات طويلة مع قيادات وطنية، ساعدت في اتخاذ القرار رغم احتمالات تعرضهم لحملة تشويه من طرف المليشيا. وأضاف أن ثلاثة مستشارين آخرين كانوا على وشك الانضمام إلى الانسلاخ، لكن الظروف الأمنية حالت دون حضورهم.
وفي خطوة غير مسبوقة، كشف عبدالقادر خلال المؤتمر عن معلومات جديدة حول اندلاع الحرب في السودان، موضحًا أن الوثيقة الإطارية لم تكن الدافع الوحيد. وأوضح أن قائد مليشيا الدعم السريع كان يسعى إلى السيطرة على السلطة بالقوة، مستغلًا الفراغ السياسي لتلبية مصالح شخصية وأجندات خارجية.
وأضاف أن الصراع بين قوى الحرية والتغيير وقوات الدعم السريع أدى إلى تصاعد التوتر وصدور قرارات 25 أكتوبر المعروفة بالقرارات التصحيحية، حيث دعم قائد المليشيا تلك القرارات عبر الاعتصام في القصر الجمهوري، في خطوة جريئة بدلاً من قاعة الصداقة، معززًا موقفه داخل المشهد السياسي.
وأشار عبدالقادر إلى تعقّد الأمور بين الجيش والدعم السريع عقب محاولة قائد المليشيا تنفيذ مشاريع ضخمة في البلاد، مثل إنشاء ثلاثة موانئ بينها ميناء "أبو عمامة"، بميزانية تصل إلى 30 مليار دولار، بالإضافة إلى خطط لإنشاء معسكرات ومطارات عسكرية. وبيّن أن الجيش السوداني اعترض بشدة على هذه المشاريع التي تجاوزت الحدود المسموحة للمليشيا، ما أدى إلى اشتعال فتيل الأزمة.
وصرح عبدالقادر أن قائد المليشيا هدد بالاستيلاء على السلطة إن لم تحظَ مشاريعه بموافقة الجيش، مما تسبب في صدام كبير بين الطرفين. وأضاف: "الحرب لم تكن مجرد خلاف سياسي، بل نتاج مشروعات ضخمة وتجاهل لأصوات المعارضة".
وختم عبدالقادر بتوجيه رسالة للشعب السوداني، مشددًا على أن "الحرب كانت نتيجة لمشروع ضخم وتجاهل لتحذيرات المعارضة"، معتبرًا أن تلك الحقائق تمثل كشفًا للحقيقة التي تقف وراء الصراع الدامي الذي يعصف بالسودان.