عبدالله حمدوك: لا بديل عن وقف الحرب وإعادة مسار الثورة المدنية الديمقراطية في السودان

عبدالله حمدوك: لا بديل عن وقف الحرب وإعادة مسار الثورة المدنية الديمقراطية في السودان
عبدالله حمدوك - وادي النيل

متابعات: وادي النيل 

في كلمة مؤثرة بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان، وجّه الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تحالف "صمود" (التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة)، نداءً حاسماً لوقف الحرب فورًا، محذرًا من تداعيات استمرار النزاع المسلح على السودان والمنطقة بأسرها.

وقال حمدوك إن الحرب التي تعصف بالسودان منذ عامين قد ألحقت أضرارًا هائلة بالبنية التحتية، وتسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وهددت وحدة البلاد وأمنها القومي. وأكد أن القوى المتحاربة ما زالت متمسكة بخيار السلاح، رغم المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب السوداني.

وانتقد حمدوك بشدة استمرار تدخل عناصر من النظام السابق، الذين وصفهم بأنهم يسعون لاستعادة السلطة وحماية ثرواتهم المنهوبة، مشيرًا إلى تصاعد مظاهر التطرّف والنهج العنيف الذي يعيد إلى الأذهان أساليب تنظيم داعش، وهو ما يهدد بتحويل السودان إلى بؤرة للتطرف والإرهاب.

كما حذر من السياسات العدائية تجاه دول الجوار، ومن بينها تشاد، جنوب السودان وكينيا، إضافة إلى الدعوى القضائية ضد الإمارات، واعتبر أن هذه الممارسات تكرّس عزلة السودان وتعيد إنتاج استراتيجية النظام السابق في مواجهة المجتمع الدولي.

وأكد حمدوك أن إنهاء الحرب مسؤولية سودانية خالصة، داعيًا إلى شجاعة الاعتراف بأن السودان دخل هذه الحرب بيديه، وأنه لا سبيل للخروج منها إلا بتوافق وطني شامل. وعبّر عن تقديره لمبادرات الشعب السوداني في الداخل، خصوصًا غرف الطوارئ والمطابخ المجتمعية والتكايا الصوفية، إضافة إلى دعم الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

ورحب بالمبادرة البريطانية لعقد اجتماع وزاري حول الأزمة السودانية، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عملية تبدأ بحماية المدنيين ووقف القتال.

وأوضح أن تحالف "صمود" أطلق مبادرة "نداء السلام السوداني" خلال شهر رمضان، والتي تقوم على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، تليها خطوات سياسية تشمل:

اجتماع مشترك لمجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي بمشاركة جميع الأطراف السودانية.

التوصل إلى اتفاق سلام شامل وترتيبات دستورية انتقالية.

إعادة مسار ثورة ديسمبر نحو الانتقال الديمقراطي المدني.

تأسيس آليات للعدالة الانتقالية والمساءلة.

تشكيل جيش وطني موحد ومحترف وغير مسيّس.

تشكيل سلطة مدنية انتقالية بكامل الصلاحيات لإعادة بناء البلاد والتحضير للانتخابات.

واقترحت المبادرة كذلك إطلاق مؤتمر مانحين لمعالجة الفجوة التمويلية وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، إلى جانب فرض حظر شامل على السلاح ووقف التمويل للأطراف المتحاربة.

وختم حمدوك كلمته بدعوة مفتوحة إلى جميع الأطراف السودانية والداعمين الإقليميين والدوليين لتوحيد الجهود من أجل أن تكون هذه الحرب آخر فصول المأساة السودانية، وبداية لمسار سلام دائم وتحول ديمقراطي حقيقي في البلاد.