أيهما أفضل ترامب و هاريس من النواحي الاقتصادية؟
الولايات المتحدة الأمريكية - وادي النيل
المقارنة الاقتصادية بين كامالا هاريس ودونالد ترامب في سياق انتخابات الولايات المتحدة 2024، تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، تتزايد الاهتمامات حول من هو المرشح الأنسب لقيادة الاقتصاد الأمريكي. في هذا العام الانتخابي الحاسم، سيتم انتخاب الرئيس ونائب الرئيس، بالإضافة إلى تنافس المرشحين على جميع مقاعد مجلس النواب الأمريكي البالغ عددها 435 مقعدًا و34 مقعدًا من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي، بالإضافة إلى ثلاثة عشر منصبًا لحكام الولايات والأقاليم وعدد من الانتخابات المحلية الأخرى.
في ظل الانتقادات المتزايدة للإدارة الحالية التي يقودها الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، كشف استطلاع جديد أجراه تحالف بين شبكة CNBC ومؤسسة جينيريشن لاب عن تباين ملحوظ في تفضيلات الشباب الأميركي بشأن القادة القادرين على تحسين الوضع الاقتصادي.
أظهر الاستطلاع، الذي أُجري بعد إعلان جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي في يوليو 2024، أن 69% من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً يعتقدون أن الاقتصاد يعاني تحت إدارة بايدن وهاريس. ومع ذلك، تشير النتائج إلى تفضيل كامالا هاريس على أنها الخيار الأفضل لتحسين الاقتصاد مقارنة بالمرشح الجمهوري السابق دونالد ترامب. حيث أيد 41% من المشاركين هاريس لمعالجة القضايا الاقتصادية، بينما حصل ترامب على تأييد 40% فقط. وأشار 19% من المشاركين إلى تفضيلهم لمرشح آخر، مثل روبرت ف. كينيدي جونيور.
تعكس هذه النتائج تحولاً في صالح هاريس مقارنة باستطلاعات سابقة. ففي استطلاع أُجري في مايو 2024، كان 34% فقط يرون أن بايدن هو الأنسب لتحسين الاقتصاد، بينما حصل ترامب على تأييد 40% وكينيدي على 25%. إلا أن الاستطلاع الأخير يُظهر تفوق هاريس على ترامب بفارق 12 نقطة بين الشباب، حيث حصلت على 46% من التأييد مقابل 34% لترامب، بينما أيد 21% كينيدي أو مرشحاً آخر.
يرى المحللون أن هذه الزيادة في دعم هاريس تأتي نتيجة لاهتمام الشباب الأميركي بالقضايا الاقتصادية بشكل خاص. حيث صنف 66% من المشاركين الاقتصاد وتكلفة المعيشة كأولوية رئيسية تؤثر على قراراتهم الانتخابية، تليها قضايا حقوق الإجهاض بنسبة 34% وعنف الأسلحة بنسبة 26%.
ومع ذلك، تواجه هاريس تحديات كبيرة في مسعاها نحو البيت الأبيض. لضمان نجاحها في الانتخابات، يتوجب عليها تعزيز دعمها بين الشباب إلى ما هو أبعد من التفوق الحالي بفارق 12 نقطة. فمشاركة الشباب في الانتخابات تشكل عاملاً حاسماً، حيث يمثلون نحو ربع سكان الولايات المتحدة، ولكن نسبة مشاركتهم في انتخابات 2020 كانت فقط 57%.
ومن المتوقع أن تلعب الأوضاع الاقتصادية المستقبلية دوراً كبيراً في تشكيل نتائج الانتخابات. الاستطلاع الأخير أُجري قبل صدور تقرير جديد يشير إلى احتمال حدوث انكماش اقتصادي، مما قد يؤثر على وجهات نظر الناخبين بشأن هاريس. في الوقت ذاته، قد تدفع زيادة المخاوف الاقتصادية بعض الناخبين إلى البحث عن استقرار اقتصادي من خلال دعم ترامب.
الاستطلاع الذي شمل عينة من 1043 شاباً تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، أظهر أن الاقتصاد سيكون المحور الرئيسي في قرارات الناخبين في الانتخابات المقبلة، وهو ما يجعل التحدي أمام المرشحين كبيراً في كيفية التعامل مع هذا الملف الشائك.