سوريا على أعتاب تحول تاريخي.. غموض يحيط بمصير بشار الأسد بعد سقوط نظامه

دمشق: وادي النيل
تشهد سوريا تطورات متسارعة وغير مسبوقة بعد إعلان المعارضة المسلحة، صباح اليوم الأحد، سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق، في خطوة وضعت البلاد على أعتاب تحول سياسي كبير وسط حالة من الغموض حول مصير الأسد ومستقبل الحكم.
بدأت الأحداث بتصعيد عسكري مكثف مع اقتراب الفصائل المسلحة من العاصمة، مما أجبر قوات الجيش السوري على إخلاء مطار دمشق الدولي في وقت مبكر من صباح الأحد. ووفقًا لتقارير مطلعة، غادر بشار الأسد المطار على متن طائرة خاصة متوجهة إلى وجهة غير معلومة، وسط تساؤلات عن مصيره.
في سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن بعض عناصر الجيش السوري قاموا بخلع زيهم العسكري والاندماج مع المدنيين في دمشق، في مشهد يعكس الانهيار السريع للجيش في مواجهة تقدم المعارضة.
على الصعيد الإقليمي، شهدت المواقف الدولية تغيرات لافتة. فبينما دعمت إيران نظام الأسد بشكل قوي خلال الأسابيع الماضية، بدا أن هذا الدعم يتراجع مع اقتراب سقوط دمشق. وصرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن "مصير الأسد أصبح بيد الله"، في إشارة إلى تغير الموقف الإيراني من الأحداث الجارية.
في بيان بثته المعارضة المسلحة عبر التلفزيون السوري الرسمي، أعلنت "تحرير دمشق" وسقوط نظام الأسد، مؤكدة إطلاق سراح المعتقلين ووضع مؤسسات الدولة تحت إشراف حكومة مؤقتة.
من جانبه، أعلن محمد غازي الجلالي، رئيس الحكومة السورية السابق، استعداده لتولي مهام تصريف شؤون الدولة بشكل مؤقت، مشددًا على ضرورة الحفاظ على استمرارية عمل مؤسسات الدولة لضمان استقرار المرحلة الانتقالية.
مع غياب الأسد ومغادرته المجهولة، يتساءل السوريون عن مستقبل البلاد في ظل فراغ سياسي كبير. وأكدت المعارضة المسلحة استعدادها لتشكيل حكومة جديدة تقود المرحلة الانتقالية، لكنها تواجه تحديات هائلة في ظل غياب توافق دولي واضح، والتبعات المحتملة للفراغ السياسي والأمني.
تظل الأنظار موجهة نحو دمشق لمعرفة ملامح المرحلة المقبلة، في وقت يترقب فيه العالم خطوات المعارضة لإعادة بناء سوريا وإنهاء سنوات من الصراع.