هل يتكرر سيناريو 2011 في تقسيم السودان؟

هل يتكرر سيناريو 2011 في تقسيم السودان؟
دولة السودان

خاص: وادي النيل 

وسط تصاعد حدة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يتزايد القلق بشأن مستقبل السودان واستقراره. بينما يستمر القتال، تبرز العديد من السيناريوهات المحتملة التي قد تحدد مصير البلاد.

فمن التقسيم إلى الفدرالية، وصولاً إلى استمرار الصراع أو حتى تحقيق عملية سلام، يتوقف مستقبل السودان على تفاعل عوامل محلية ودولية معقدة، في هذا التقرير، نستعرض السيناريوهات الرئيسية لمستقبل السودان في ظل الأزمة الحالية.

 تقسيم السودان مجددًا

قال الدكتور أسامة أحمد المصطفى، الكاتب و المحلل في الشؤون الإفريقية، إن سيناريو تقسيم السودان نفسه بقوة إذا استمر الصراع الحالي وازدادت تدخلات الفصائل الجهوية المختلفة ففي حال استمرت الفصائل في السيطرة على مناطق محددة، وزادت رغبة المجتمعات المحلية في الانفصال عن الحكومة المركزية، قد يتكرر سيناريو 2011 الذي شهد انفصال جنوب السودان.

يذكر أن دولة جنوب السودان هي دولة مستقلة بتاريخ 9 يوليو عام 2011، في أعقاب الاستفتاء الذي حصل على موافقة بنسبة 98.83% من الأصوات، وهي دولة عضو في الأمم المتحدة، دولة عضو في الاتحاد الأفريقي، من جماعة شرق أفريقيا، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، وفي يوليو 2012، وقعت جنوب السودان لاتفاقيات جنيف»

أضاف «المصطفى» في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، أن هذا السيناريو يعتمد على قدرة الفصائل على السيطرة المحلية، ومدى استعداد المجتمعات للانفصال، إضافة إلى موقف القوى الإقليمية والدولية من فكرة تقسيم السودان مرة أخرى.

تشكيل حكومة فيدرالية

على الجانب الآخر، أوضح أن القوى السياسية تتجه نحو تشكيل حكومة فيدرالية تمنح الأقاليم السودانية مزيدًا من الحكم الذاتي، مع الحفاظ على وحدة البلاد، أن هذا السيناريو قد يكون حلاً وسطًا بين مطالب الأطراف المختلفة، ويهدف إلى تحقيق نوع من الاستقرار المؤسسي، مضيفًا أن نجاح هذا السيناريو يعتمد على توافق القوى السياسية والمجتمعية حول نموذج الحكم الفيدرالي، ومدى استعداد الأطراف للتعاون لتحقيق الاستقرار، كما يتطلب إرادة سياسية قوية من الجميع.

 استمرار الصراع بدون تقسيم

تابع من المحتمل أن يستمر الصراع لفترة طويلة دون أن يؤدي إلى تقسيم فعلي للبلاد، مما سيزيد من حالة الفوضى وعدم الاستقرار، في هذا السيناريو، قد تشهد البلاد مزيدًا من الموت والنزوح، وتتعرض لضغوط داخلية ودولية متزايدة.

السلام في السودان

أشار إلى أنه هناك تدخلات خارجية، و ضغوط دولية، وقدرة الأطراف المتنازعة على التوصل إلى تفاهمات مؤقتة أو دائمة، ستكون عوامل حاسمة في استمرار أو إنهاء هذا الصراع، قد تؤدي الضغوط الداخلية والخارجية في نهاية المطاف إلى عملية سلام تؤدي إلى تسوية سياسية شاملة، هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية للأطراف المتنازعة، ووجود وسطاء موثوقين يمكنهم بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة.

واختتم المحلل في الشؤون الإفريقية، أن الإرادة السياسية لجميع الأطراف، وكذلك دعم المجتمع الدولي، سيكونان عاملين حاسمين في إنجاح هذا السيناريو.

والجدير بالذكر أنه في ظل الوضع الراهن، لا يمكن الجزم بمصير السودان، كل من السيناريوهات المطروحة له مبرراته وظروفه، ويتوقف تحقيقها على تفاعل العديد من العوامل بما في ذلك الديناميكيات الداخلية، والمواقف الإقليمية والدولية، ورغبة الشعب السوداني في تقرير مصيره.