تزايد مخاوف التلوث في البحر الأحمر مع استمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية
القاهرة - وادي النيل
حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، من التهديدات البيئية المتزايدة في البحر الأحمر نتيجة لهجمات الحوثيين المتكررة على السفن التجارية في منطقة باب المندب. وأشار شراقي إلى أن الحوثيين بدأوا هجماتهم في نوفمبر 2023، مستهدفين بشكل خاص السفن المرتبطة بإسرائيل، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023.
وأوضح شراقي عبر الصفحة الرسمية له على الفيسبوك، أن عدد السفن التي تعرضت لهجمات الحوثيين تجاوز 30 ناقلة حتى الآن، كان آخرها الهجوم الذي أدى إلى حرق الناقلة اليونانية "سونيون" يوم الجمعة 23 أغسطس 2024، والتي كانت تحمل 150 ألف طن من البترول. كما أضاف أن الحوادث السابقة شملت غرق السفينة البريطانية "روبيمار" في 2 مارس 2024، والتي كانت تحمل 40 ألف طن من الأسمدة النيتروجينية والكبريتية، بالإضافة إلى 100 طن من الوقود. كذلك، شهد البحر الأحمر غرق ناقلة الفحم "توتور" في 19 يونيو 2024.
وأكد الدكتور شراقي أن غرق هذه السفن المحملة بمواد كيميائية وكميات كبيرة من الوقود يثير القلق بشأن تلوث المياه في البحر الأحمر. وقال إن هذا التلوث يمكن أن يؤدي إلى نمو الطحالب الضارة، وانخفاض نسبة الأكسجين في المياه، مما يسبب نفوق الأسماك والرخويات، وانتقال العناصر الضارة إلى السلسلة الغذائية من خلال الأسماك المصادة. كما أشار إلى احتمالية تأثير هذا التلوث على مياه الشرب التي يتم تحليتها من مياه البحر، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية السلبية على الحياة البحرية والشعاب المرجانية.
وأضاف شراقي: "كل هذه المخاوف البيئية ليست شيئًا مقارنة بالكوارث الإنسانية والبيئية التي تحدث في غزة، بينما يقف العالم متفرجًا".
وفي سياق آخر، نبه شراقي إلى أن هجمات الحوثيين دفعت العديد من السفن إلى تغيير مسارها نحو طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأقل أمانًا، مما أدى إلى تراجع دخل قناة السويس بنسبة تتجاوز 60% خلال العام الجاري، مما يزيد من التحديات الاقتصادية على مصر.