محلل سياسي التواجد المصري في الصومال: استعادة للدور الاستراتيجي في القرن الأفريقي
قال الدكتور عمرو حسين، الكاتب والمحلل السياسي، أن التواجد المصري المتزايد في الصومال يأتي في إطار اتفاقية التعاون الأمني والدفاع المشترك الموقعة بين البلدين. ويشير حسين إلى أن هذا التواجد يعكس رغبة مصر في تعزيز دورها الاستراتيجي في القرن الأفريقي، لا سيما في ظل عضوية الصومال في جامعة الدول العربية واهتمام القاهرة بالحفاظ على أمن مضيق باب المندب على البحر الأحمر، والذي يمثل أحد عوامل الأمن القومي المصري وأمن قناة السويس.
وأوضح حسين في تصريحات خاصة لـ «وادب النيل»، أن مصر، من خلال هذا التواجد، تسعى لدعم الصومال في مواجهة التهديدات الأمنية المتعددة التي تواجهها، وذلك بناء على طلب من الدولة الصومالية التي تسعى لتعزيز أمنها واستقرارها. وأضاف أن هذا التعاون يعكس استعادة مصر لدورها الفاعل في المنطقة، خاصة بعد توقيعها لاتفاقيات أمنية مشابهة مع دول أفريقية أخرى مثل أوغندا، الكونغو، ونيجيريا.
وأشار المحلل السياسي إلى أن هذه الخطوة تعتبر أولى الخطوات العملية لتنفيذ مخرجات القمة المصرية الصومالية التي عُقدت مؤخرًا في القاهرة بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأكد أن التدخل المصري في الصومال يأتي في إطار التزام مصر بحماية الأمن القومي العربي من التهديدات الخارجية، خاصة في ظل رغبة إثيوبيا في إقامة ميناء على الأراضي الصومالية، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع باعتباره اعتداءً على السيادة الصومالية.
وأضاف حسين أن المخاوف الإثيوبية من التواجد المصري في الصومال ترتبط بالتوترات المستمرة حول مفاوضات سد النهضة، حيث يواصل الجانب الإثيوبي التعنت والمراوغة في التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن حقوق مصر والسودان في مياه نهر النيل، دون إلحاق الضرر بأي من الدولتين. وأشار إلى أن هذه المفاوضات التي استمرت لأكثر من 11 عامًا لم تسفر بعد عن اتفاق يرضي جميع الأطراف.