تكرار الزلازل في إثيوبيا يثير المخاوف حول سلامة سد النهضة: خبراء يحذرون من مخاطر الضغط الجيولوجي المتزايد

تقارير: وادي النيل 

خلال أربعة أيام فقط، تعرضت إثيوبيا لسلسلة من الزلازل بلغت قوتها بين 4.5 و5 درجات على مقياس ريختر، وهو ما أثار التساؤلات حول تأثير هذه الهزات الأرضية على سد النهضة الذي يقع على مسافة تتراوح بين 570 و600 كيلومتر من مركز الزلازل.

تفاصيل الزلازل:

في 27 سبتمبر 2024، ضرب زلزال بقوة 5 درجات منطقة شرق سد النهضة، على عمق 10 كيلومترات، يبعد 570 كيلومترًا عن السد و140 كيلومترًا عن العاصمة أديس أبابا.

تبع هذا الزلزال بعد 8 ساعات زلزال آخر بقوة 4.5 درجات.

في 28 سبتمبر، وقع زلزال ثالث بقوة 4.6 درجات، بينما شهدت المنطقة زلزالًا رابعًا بقوة 4.5 درجات في 30 سبتمبر.

مخاطر جيولوجية:

تقع منطقة سد النهضة ضمن نطاق الأخدود الإفريقي العظيم، وهي منطقة معروفة بالفوالق والتشققات الجيولوجية. ويزيد هذا الوضع من المخاوف بشأن تأثير النشاط الزلزالي على سلامة السد، خاصة بعد انتهاء عملية الملء وتخزين 60 مليار متر مكعب من المياه، مما يضيف ضغطًا هائلًا على القشرة الأرضية.

تحليل الخبراء:

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، أشار إلى أن عدد الزلازل في إثيوبيا شهد ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع من 5-10 زلازل سنويًا إلى 37 زلزالًا في عام 2023، مع تسجيل 19 زلزالًا منذ بداية 2024. وأوضح شراقي أن تخزين كميات كبيرة من المياه في بحيرة السد قد يسهم في زيادة النشاط الزلزالي في المنطقة.

وأضاف أن التأثير المباشر لهذه الزلازل على سد النهضة لم يظهر بشكل واضح بعد، لكن تكرار الزلازل في منطقة جيولوجية غير مستقرة يعزز المخاوف بشأن سلامة السد على المدى الطويل. كما أكد أن الزلازل التي تزيد قوتها عن 6 درجات على مقياس ريختر قد تشكل خطرًا كبيرًا على السد، خاصة إذا كانت بؤرتها قريبة من السطح.

إجراءات للتخفيف من المخاطر:

طالب الدكتور شراقي بضرورة بدء مفاوضات لتحديد حجم الملء الأقصى لبحيرة سد النهضة عند 40 مليار متر مكعب بدلاً من 60 مليار متر مكعب لتقليل الضغط على القشرة الأرضية الهشة المحيطة بالسد. وأكد أن إثيوبيا لن تتمكن من تخزين كميات أكبر من المياه نظرًا لحدود ارتفاع السد.

فتح بوابات مفيض سد النهضة:

في سياق متصل، تستمر إثيوبيا في فتح بوابات المفيض العلوية للسد منذ 5 سبتمبر 2024 لتمرير فيضان النيل بمعدل 300 مليون متر مكعب يوميًا، ومن المتوقع انخفاض هذا المعدل إلى 120 مليون متر مكعب يوميًا مع نهاية الشهر الجاري.

في النهاية تستمر النشاط الزلزالي في المنطقة وتزايد المخاوف حول سلامة سد النهضة، تظل الحاجة ملحة إلى استراتيجيات طويلة الأمد تهدف إلى تقليل المخاطر الجيولوجية والبيئية المرتبطة بالسد، مع تعزيز الحوار بين الدول المعنية لضمان استقرار المنطقة وحماية مصالحها المشتركة.