بعد سرقة الآثار السودانية.. خبير سوداني لـ«وادي النيل»: مصير السودان أصبح مجهول

بعد سرقة الآثار السودانية.. خبير سوداني لـ«وادي النيل»:  مصير  السودان أصبح مجهول
الآثار السودانية - وادي النيل

خاص: وادي النيل 

قال أحمد محمود أحمد، المحلل السياسي السوداني، إن تصاعد الحرب في السودان قد ألقى بظلاله الثقيلة على التركيز العام الذي انشغل بتدمير البنية التحتية والمرافق العامة والمشاريع الاقتصادية، مما أدى إلى إغفال التدمير الثقافي العميق الذي أصاب البلاد.

 وأوضح أن الدمار المادي يمكن إعادة بنائه، لكن تدمير الثقافة مرتبط بالذاكرة، وهو جانب يصعب ترميمه مع استمرار استهدافه بشكل مباشر من قبل الحرب.

في تصريحات خاصة لـ «وادي النيل»، أكد محمود أن الأضرار التي لحقت بالآثار السودانية، لا سيما المتاحف، تمثل أحد أسوأ مظاهر هذا التدمير الثقافي.

وكشف أن المتحف القومي السوداني تعرض للنهب، حيث كان يحتوي على مجموعة مهمة من المقتنيات التاريخية التي تعود للعصور السودانية القديمة وحتى فترة الممالك الإسلامية.

 وأضاف أن هذه المقتنيات كانت تشمل تماثيل حجرية وبرونزية، ومعابد ومدافن أثرية تعكس عراقة تاريخ السودان، لكن مصيرها الآن مجهول.

وأشار محمود إلى أن الوضع لم يتوقف عند المتحف القومي، بل امتد إلى متاحف أخرى مثل متحف الخليفة، الذي تعرض للنهب الشامل لمحتوياته، والتي كانت تعكس تاريخ الثورة المهدية. كما تأثرت مراكز ثقافية هامة أخرى مثل المتحف الطبيعي، في مشهد يعكس حجم الدمار الثقافي.

وذكر أن تأثير الحرب طال أيضاً المكتبات الجامعية ودار الوثائق القومية، إلى جانب محفوظات الإذاعة والتلفزيون، مما يهدد بتدمير الأرشيفات الثقافية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية السودانية. كما أن العملية التعليمية تضررت بشكل كبير، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة.

ونوه المحلل السياسي إلى أن التدمير الثقافي المستمر للسودان هو في جوهره تدمير لذاكرة البلد ومعنى حضارته. وأضاف أن الأجيال التي نزحت إلى الخارج ستكتسب أنماطاً ثقافية جديدة، وعند عودتها بأعداد كبيرة، ستكون لها تأثيرات بعيدة المدى على الهوية السودانية، التي هي بالفعل تعاني من توترات.

واختتم محمود حديثه قائلاً: "لا يمكن إغفال الانقطاع الذي أحدثته الحرب في مسيرة الإبداع السوداني، سواء كان في مجالات الغناء أو المسرح أو الأدب، مع تشريد الفنانين والمبدعين. النتيجة المؤسفة هي فراغ ثقافي شامل، يمثل إحدى أخطر الكوارث التي خلفتها الحرب المستمرة."