تحليل خطاب حميدتي: رسائل سياسية ومحاولات تبرير في ظل تقدم الجيش السوداني

تحليل خطاب حميدتي: رسائل سياسية ومحاولات تبرير في ظل تقدم الجيش السوداني
قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو - وادي النيل

في ظهور جديد لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، ألقى خطابًا حمل العديد من الرسائل السياسية المهمة التي استهدفت تبرير موقفه ومحاولة إقناع الشعب السوداني والمجتمع الدولي بوجهة نظره في ظل تصاعد الصراع مع الجيش السوداني.

ادعاءات بشأن الدعم المصري والرد المصري

أبرز رسائل حميدتي تمثلت في اتهامه لمصر بدعم الجيش السوداني، متهمًا الطيران المصري بالمشاركة في العمليات العسكرية. هذه الاتهامات دفعت وزارة الخارجية المصرية إلى الرد السريع، نافية بشكل قاطع أي تدخل عسكري مصري في السودان، ومؤكدة التزام مصر بالحلول السلمية وحماية المدنيين. حميدتي في هذا الصدد بدا وكأنه يحاول استمالة الرأي العام ضد مصر، مستندًا إلى دعم الإمارات له وللدعم السريع.

استهداف الإسلاميين ومحاولة تبرير الصراع

أشار حميدتي في خطابه إلى أن الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، يسعى للحفاظ على بقاء الإسلاميين في السلطة. هذا الاتهام يعكس مخاوف حميدتي العميقة من الإسلاميين، إذ يدرك جيدًا أن استمرارهم في السلطة يمثل تهديدًا وجوديًا له ولحركته. كما حاول حميدتي تبرير أفعاله بالقول إنه لم ينقلب على الشرعية، بل إن خصومه هم من انقلبوا عليه، في محاولة لتأطير نفسه كضحية وليس كمسبب للأزمة.

المجتمع الدولي والضغط على أمريكا

من بين الرسائل المهمة التي حاول حميدتي إيصالها، كانت اتهاماته للمجتمع الدولي، وتحديدًا الولايات المتحدة، بتحمل مسؤولية الفظائع التي تحدث في السودان. حميدتي يبدو أنه يسعى لإلقاء اللوم على القوى الدولية بسبب عدم اتخاذهم موقفًا حاسمًا ضد الجيش السوداني، محاولًا التأثير على الرأي العام الدولي.

ادعاءات بشأن دعم الجيش والرسائل المتناقضة

في مقطع آخر من خطابه، أشار حميدتي إلى أن العديد من الدول تدعم الجيش السوداني، بما في ذلك روسيا وإيران، لكنه سرعان ما تراجع ليشير إلى أن روسيا قد تكون تدعم قواته أيضًا. هذه الرسائل المتناقضة قد تكون مؤشرًا على حالة الارتباك والتخبط التي يعيشها حميدتي في ظل تقدم الجيش السوداني على الأرض.

محاولة استمالة الشعب السوداني ومقاومة الانهيار

حاول حميدتي أيضًا استمالة الشعب السوداني بالقول إنه يخشى على السودان وأرضه وشعبه، وأعطى توجيهات لقواته بعدم استخدام التكنولوجيا الحديثة لتجنب الاستدلال عليهم. هذا الجزء من الخطاب يبدو كمحاولة لتصوير قوات الدعم السريع على أنها الحامية الحقيقية للسودان، على الرغم من أن الواقع يشير إلى أن الصراع بين قواته والجيش هو ما أدى إلى تدمير البنية التحتية ومعاناة المدنيين.

ختام: صراع على الأرض ومستقبل غامض

خطاب حميدتي جاء في وقت حساس، حيث تشير المعطيات إلى تقدم الجيش السوداني في مناطق استراتيجية. يبدو أن هذا التقدم هو ما دفع حميدتي للخروج بخطاب جديد، محاولًا إعادة ترتيب الأوراق وإيصال رسائل عدة إلى الداخل والخارج. ومع استمرار الحرب، يبقى السؤال الأساسي: متى ستنتهي هذه الأزمة التي يدفع ثمنها الشعب السوداني؟.