دور الإعلام في الحروب: لماذا طالب قائد التمرد قواته بوقف تصوير انتصاراتهم؟
بقلم: الدكتور كمال إدريس
يعتبر الإعلام أداة ذات تأثير هائل في الحروب، حيث يمكن استخدامه لتوجيه الرأي العام وكسب تأييد الجماهير أو لتأجيج الصراع. في السودان، لعبت وسائل الإعلام، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، دورًا محوريًا في الصراع الحالي بين الأطراف المتنازعة. فالميليشيات، مثل قوات الدعم السريع، استغلت الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتضخيم إنجازاتها وشيطنة خصومها.
ومع ذلك، في خطوة تعكس إدراكًا متزايدًا للمخاطر التي تصاحب هذا الاستخدام المفرط للإعلام، طالب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قواته بعدم تصوير انتصاراتهم أو توثيق الأعمال العنيفة التي يقومون بها. يمكن تفسير هذا الطلب بعدة أسباب:
1. حماية المعلومات: تصوير العمليات قد يكشف عن معلومات حساسة حول تحركات القوات واستراتيجياتها، مما يسهل على العدو فهم نقاط الضعف واستغلالها.
2. رفع الروح المعنوية: نشر مقاطع فيديو للعنف المفرط قد يثير الرعب في صفوف المدنيين ويؤدي إلى انقسامات داخلية بين قواته، مما يؤثر سلبًا على معنويات الجنود.
3. تجنب الدعاية السلبية: المقاطع المصورة قد تستخدم ضد الميليشيا في المحافل الدولية، وتكون بمثابة دليل مادي على ارتكاب جرائم حرب أو انتهاكات لحقوق الإنسان.
4. تأمين سلامة الجنود: عدم تصوير العمليات قد يحمي هوية الجنود ويمنع استهدافهم من قبل الأعداء أو الجهات القانونية.
5. التركيز على المهمة: الجنود الذين ينشغلون بتوثيق انتصاراتهم قد يفقدون تركيزهم على المهام العسكرية الأساسية.
6. تجنب التأثيرات النفسية: مشاهد العنف المفرط المتداولة على وسائل الإعلام قد تؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية، سواء على الجنود أو على المجتمع، مما يعمق من الكراهية والعنف.
بشكل عام، يبدو أن هذا القرار يهدف إلى تجنب العواقب السلبية التي قد تترتب على الاستخدام غير المسؤول للإعلام في توثيق الفظائع، خاصة في وقت تصاعد الانتقادات الدولية للممارسات الوحشية التي تحدث في السودان.