صلاح غريبة يكتب.. مجزرة السريحة حرب تستدعي التدخل الدولي
بقلم: صلاح غريبة المحلل السياسي السوداني
في ظل الصراعات المتواصلة التي يشهدها السودان، تأتي أحداث "السريحة" كأحد أعنف الجرائم التي كشفت عن الوجه البشع لقوات "الدعم السريع"؛ إذ ارتكبت هذه القوات جرائم وصفها الشهود بالبربرية، حيث أودت بحياة أكثر من مائة شخص وتسببت في جرح العشرات في يوم واحد، متجاوزة حدود الحرب إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وحشية بلا حدود
وفقًا للتقارير والشهادات، نفذت قوات الدعم السريع مجزرة مروعة في قرية السريحة، حيث أطلقت النار على المدنيين العزّل، وقامت بنهب وتدمير الممتلكات، واختطاف عشرات الأبرياء. تبرهن هذه الأفعال على أن هذه القوات لا تراعي أي قواعد إنسانية، متجاوزةً بذلك حدود المعارك التقليدية ومعتديةً على حقوق الإنسان بطريقة سافرة.
مسؤولية المجتمع الدولي
تشكل مجزرة السريحة نقطة محورية تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة؛ فمن غير المقبول تجاهل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات صارمة لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها، كما يُحتم على المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة الطبية والإغاثية للناجين من هذه الفاجعة.
نداء للتوثيق والمحاسبة
إن ما حدث في السريحة يعكس سلسلة من الجرائم الممنهجة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، بما في ذلك القتل والاغتصاب والنهب والتهجير القسري. وتشكل هذه الانتهاكات تهديدًا خطيرًا للسلم والاستقرار في السودان، مما يستوجب توثيقها عبر المنظمات الحقوقية وتقديمها إلى المحاكم الدولية، ليتسنى محاسبة مرتكبيها وفرض عقوبات على قادة المليشيات المتورطين.
ختامًا
تأتي مجزرة السريحة كنقطة سوداء في تاريخ السودان، ولكنها قد تكون دافعًا نحو التغيير. فالسودانيون يستحقون العيش بسلام وأمان، ويتمتعون بحقوقهم الأساسية. إن العدالة ستظل صوتًا ينادي به الشعب، وما زال الأمل قائمًا في أن يتحقق الإنصاف وتحاسب أيادٍ ارتكبت جرائم بحق الأبرياء.