مذابح ولاية الجزيرة.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين في صراع معقد يستهدف إضعاف القوات المسلحة

مذابح ولاية الجزيرة.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين في صراع معقد يستهدف إضعاف القوات المسلحة
مجزرة السريحة بولاية الجزيرة - وادي النيل

خاص: وادي النيل 

تستمر مليشيا الدعم السريع في ارتكاب انتهاكات مروعة بحق المواطنين في ولاية الجزيرة السودانية، وسط صراع دموي يعقد الأوضاع ويهدد بزيادة معاناة المدنيين. ويعكس هذا التصعيد مواجهة شرسة بين المليشيا والقوات المسلحة، حيث تتداخل الدوافع السياسية والعسكرية، في ظل تطورات ميدانية حساسة.

وفي تصريحات خاصة لـ«وادي النيل»، يقول الدكتور كمال دفع الله بخيت، المحلل السياسي السوداني، إن هذه الممارسات الوحشية من جانب مليشيا الدعم السريع تأتي في إطار مجموعة من الدوافع المعقدة، أبرزها الانتقام من القوات المسلحة ومحاولة تقويض الدعم الشعبي المتزايد لها بعد انتصاراتها في مناطق مختلفة مثل جبل موية والخرطوم بحري والسوكي والدندر. وأشار بخيت إلى أن "هذا النزاع يغذيه الصراع على النفوذ والسيطرة، والذي بات السمة الرئيسية للحروب الأهلية في السودان، حيث تزداد الأحداث تشابكاً والمصالح تعقيداً".

تكتيكات لإضعاف القوات المسلحة

يرى بخيت أن مليشيا الدعم السريع تستغل هذه الأوضاع في محاولة لإضعاف القوات المسلحة، حيث تسعى من خلال ممارساتها الوحشية إلى إحداث ضغط ميداني يمكن أن يُجبر القوات المسلحة على القيام بتحركات عسكرية غير مدروسة. وأوضح بخيت: "هذه التكتيكات تُعقّد الموقف الميداني وقد تجعل الظروف أكثر صعوبة وتعقيداً، إذ تسعى المليشيا لخلق حالة من الإنهاك والاضطراب بين صفوف القوات المسلحة".

التلاعب بالسياسة الدولية لجذب الانتباه

وأضاف الدكتور كمال دفع الله بخيت أن هناك محاولات واضحة من مليشيا الدعم السريع لاستغلال الوضع الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن أي تقدم للجيش في مناطق مثل الجزيرة وسنار والنيل الأزرق والخرطوم من شأنه أن يحد من نفوذ المليشيا، مما قد يدفعها إلى محاولات لجذب انتباه المجتمع الدولي، وخلق مبررات محتملة لتدخل خارجي. وأكد بخيت أن "السودان يجب أن يكون حذراً من تطورات غير محسوبة قد تقود إلى تدخلات دولية قد تزيد من تعقيد الأوضاع وتؤجج النزاع".

العنف النفسي وتأثيراته على المواطنين

وفي ظل هذه الأوضاع، أشار بخيت إلى أن العنف الذي تستخدمه مليشيا الدعم السريع لخلق حالة من الذعر والفوضى يمثل هجوماً نفسياً يستهدف الروح المعنوية للسودانيين، مضيفاً: "من المؤكد أن هذه الأساليب ترهق المواطنين نفسياً وتفاقم من الأعباء اليومية التي يواجهونها بسبب النزاع المستمر".

 التوعية والتعاون الدولي لضمان السلام

وفي ختام حديثه، شدد المحلل السياسي السوداني على أن السودان يواجه تحديات مصيرية تتطلب جهداً مشتركاً على المستويين المحلي والدولي لضمان الوصول إلى السلام والاستقرار. وبيّن بخيت أهمية الوعي السياسي، والتعاون المجتمعي، وضرورة تبني الحوار البناء والشفاف بين الأطراف المختلفة في معالجة النزاع القائم وبناء الثقة، ما يسهم في تأسيس مستقبل أكثر استقراراً وأمناً للبلاد.